5 أبريل 2018

منهج النبي صلي الله عليه وسلم في تأديب الأولاد









ورد أن الحسن والحسين غابا عن أمهما ساعةً، فشغفت وحنت وخافت عليهما، وبدأ البحث عنهما، ثم وجدهما النبي صلى الله عليه وسلم-، فما كان منه إلا أن احتضنهما قائلاً: "حبيباي.. حبيباي" فلم يعنف ولم يضرب، بل أظهر الود والحنان كعادته- صلى الله عليه وسلم ، وصدق الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾الأنبياء:107.                                                                                       
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كخ .. كخ .. ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقةأخرجه البخاري ومسلم.  

 وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بغلام يسلخ شاةً ما يحسن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تنح حتى أريك  فأدخل يده بين الجلد والعظم.." أخرجه أبو داوود، فبدأ النبي  صلى الله عليه وسلم في تعليمه أولاً ولم يعنفه.
فإذا أصرَّ الطفل على ارتكاب الخطأ فلا حرج في فتل أذنه (أي شدها).

 عن عبد الله بن يسر المازني رضي الله عنه قال: "بعثتني أمي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم بقِطْف من عنب، فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئتُ أخذ بأذني وقال: يا غُدر. (أي يا غادر(                                    


 ولا بأس بإظهار السوط ونحوه هيبةً وزجرًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أمر بتعليق السوط في البيت"، ويجوز ضرب الصبي للتأديب والتهذيب دون إتلاف إذا لم يرتدع.  

ومن شروط الضرب الواردة في السنة

أـ أن يكون ابتداء الضرب في سن العاشرة .
ب ـ أقصى الضربات عشر، لا يضرب الوجه أوالرأس أو الفرج .
وإن أقصى عدد الضربات لا يتجاوز في أي حال من الأحوال في العملية التربوية العشر ضربات؛ وذلك لما أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله"                              
ج ــ أن يكون مفرقًا معتدلاً لا يحدث عاهةً ولا يكسر وكذلك يجب أن يكون الضرب بين الضربين، وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يقول للضارب: "لا ترفع إبطك" أي لا تضرب بكل قوة يدك، والفقهاء متفقون على أن الضرب لاينبغي أن يكون مبرحًًا أي موجعا.                                                               
د ـ يحذر الغضب الذي يخرجه عن حد الاعتدال    
هـ  يتجنب السب والشتم البذيء.
                                         
 إذا ذكر الطفل ربه، يرفع يده عنه، لما رواه الترمذي عن أبى سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم" أخرجه الترمذي، وكذلك الأمر بالنسبة للصبي .             
وــ لا يصح التحريق بالنار لورود النهي عنه. 

4 *  ألا نخوف أبنائنا أو نرعبهم :     

من الخطأ الذي يقع فيه كثير من الآباء والأمهات إذا أراد أن يسكت الطفل أن يقول له "نم وإلا أتي لك بالعفاريت .أو أبو رجل مسلوخة .أو غير ذلك من العادات السيئة ".
 والنبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني والبزار قال " لا تروعوا المسلم فان روعة المسلم ظلم عظيم " .
وروي الطبراني حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال " من أخاف مؤمنا بغير حق كان علي الله ألا يؤمنه من أفزاع  يوم القيامة "                                                                                                         
أثبت العلماء أن الطفل عندما يولد يخاف من الصوت العالي والمكان العالي( فطريا ) 
 يصل لسن 13 أو 14 سنة يخاف من 1067 شيء هذا العدد مصنف عالميا الآن . 

روى البزار والطبراني وأبو داود عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون معه يوما في مسير فنام رجل منهم ( وفى رواية خفق علي الناقة ) ومعه حبل فذهب أحد الصحابة ونزع الحبل من يده فانتبه الرجل وهو مفزوع واشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلمما كان فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما " .    

ليست هناك تعليقات: