4 أبريل 2018

صناعة الحوار مع الأولاد





لابد أن يصنع الآباء حوارا هادفا بين أبنائهم ومن المهم أن يتعلم الآباء فن الإنصات واحترام عقول الصغار ولا يسفه من أفكارهم حتى لا يقيموا جدارا بينهم وبين أبنائهم حتى يكون الأب هو المرجع الوحيد لولده عند حدوث أي مشكلة . 

بعض الأخطاء التي يقع فيها الآباء مع أبنائهم عند الحوار :ـ

1ـ عدم إنصات الآباء للأبناء بحجة أنه قادم من الشغل متعب ويريد أن يرتاح فيقدم الولد مسرعا علي والده أبي أبي فيقوم الوالد بطرحه ولا يلقي له أي اهتمام ويقول له أنا مشغول (ماتوجعش دماغي – ماتصدعنيش– خلاص بقه روح لأمك ـ أنت بالع راديو 
ويظن أن الموضوع الذي يريده الولد تافها ولكن هو بالنسبة له كل شيء.
والحل في هذا الأمر أن أسمع له جيدا ثم أقول له أنا مشغول الآن أو تعبان فاتركني نصف ساعة وسأكون ملك لك ، واجتهد أن أوف معه . 
                            
 2ـ تشاغل الآباء عند الحوار فمثلا تجده يقرأ في الجريدة أو كتاب أوجالس علي النت أويشاهد التلفزيون بحجة أنه يسمع الأخبار.

3ــ تخيل الآباء دائما  أنهم على صواب و الأولاد على خطأ , كيف  يصحح لي ولدي.
فمثلا الولد يريد أن يصحح لك معلومة فيقوم الأب بتوبيخه ويقول أنت لا تعرف حاجة.

  عدم احترام عقول الأولاد في التعامل مع أسئلة الأولاد ( كيف يحدث موضوع الحمل ؟ )
 فتكون الإجابة لا تحترم عقل الولد  فيقول الولد ( أنا سألت المدرسة وشرحت لي كل شيء ) . 
فإذا لم أشبع له رغبته في المعرفة سيبحث عنها في مكان آخر وسيحصل عليها وربما تكون خطأ .

*وهذا نموذج لبعض الآباء في انجلترا :  

 في أواخر القرن 19فى لندن – كان رئيس مدينة لندن – أب لديه ولد 7سنوات وكان يتحاور معه حوارا عاليا جدا في عيد ميلاد الولد – تأخر  الأب لأن عندهم اجتماع , فقال له الولد لما عاد أنا حزين لماذا تأخرت  – والله كان عندي اجتماع في مجلس البلدية اليوم وكنا نناقش مشكلة كبيرة جدا قال يا أبي ما هي المشكلة قال الناس في لندن يستهلكون كمية كبيرة من الأيس كريم – ويقوموا بإلقاء علب البلاستيك في الطريق  .  

عمال البلدية لا يلاحقون وهذا يؤدي لأمراض وقد جلسنا نناقش الموضوع و كيف يحل – الولد قال لأبيه ما المانع أن يأكل الناس علب البلاستيك مع الأيس كريم – قال له انأ سأرفع اقتراحك هذا في الجلسة القادمة –– فعلا الرأي صحيح نصنع الشيء الذي يوضع فيه الأيس كريم يؤكل – نصنع البسكوتة بدلا من علبة البلاستيك .

5ـ عدم الاهتمام بمشاكل الأولاد والتعامل معها خطأ فمثلا: الولد جاء يشتكى لأبيه  

  يأبي الولد فلان ضربني اليوم فيقوم الأب بدور المحقق فيقول له أكيد أنت الذي ضربته أولا فيتحول الولد من مجني عليه إلى جان  . 

فيريد أن يخرج من المصيبة  بأي شيء فيكون انطباع سيء عند  الولد فمن داخل نفسه يقول والله لن أتكلم معه في أي أمر أبدا فيتكون في البيت ما يسمي بالخرس العائلي .
مع تعلم فن الحوار ينبغي أن يتعلم فن انهاء الحوار حتي لا ينتهي الحوار بمشكلة .

 وإذا أردنا أن نتعلم فن الحوار فعلينا بالرجوع إلي السنة النبوية المطهرة :ــ  

كان عند النبي صلي الله عليه وسلم  في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد جاء شاب إلى 
                                                                                                           النبي صلي الله عليه وسلم ائذن لي في الزنا ..... هل ختم الحوار مباشرة لا ؟

 بل وضع يده على صدر الشاب وقال اللهم اطهر قلبه وحصن فرجه واغفر ذنبه .                                    

إذا لم يعجبك كلامه ادعوا له و لا تنهره ...........


وهذه القصة نتيجة الحوار الهادف (قصة ماعز ابن مالك الأسلمي )

ما عزبن مالك الأسلمي كان يتيما رباه رجل من أصحاب النبي اسمه هزال – هزال 

كالأب لأنه هو الذي رباه – لما كبر ووقع في الزنا عاد إليه وقال له يا أبى زنيت وصل الحوار بينهم لحد اعترافه بجريمته  .                                                                
عندما يشرب ابنك الدخان هل يأتي ويخبرك ويقول لك ساعدني كي أقلع عنه !!    

 ساعدني أنا أشاهد مواقع إباحية  ....  هذا ما نريده  فقال هزال " لا أرى لك مخرجا إلا أن تذهب إلى النبي  صلي الله عليه وسلم فيجد لك مخرجا أو يستغفر لك – فيأتي إلى النبي صلي الله عليه وسلم ويقام عليه الحد ويقابل النبى صلي الله عليه وسلم هزال بعد ذلك ويقول له "والله لو سترته  بثوبك كان خيرا  لك مما فعلت " إذا وصل للمسئول الأمر لابد أن يقيم الحد ".                                                                                                          
 أثناء الحوار : 


قال لك الابن أنا لست قادرا علي ذلك فيكون الرد  ثورة عارمة .

تخيل النبي صلي الله عليه وسلم وهو فى موضع الأبوة لكل المسلمين يحدث معه هذا الأمر يروى الإمام البخاري عن مسلمه بن سعد الساعدى أن النبي صلي الله عليه وسلم جلس يوما إلى نفر من أصحابه وعن يمينه غلام  وعن يساره الأشياخ فأتي بإناء فيه لبن ليشرب فشرب – ثم يريد أن يعطى الموجودين بعده السنة يعطى الغلام عن يمينه ولكن يريد أن يعطى الأشياخ لسنهم – فقال يا غلام ائذن لي أن أسقي الأشياخ قبلك فقال يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا.  

 راوي الحديث يقول فسلمه النبي صلي الله عليه وسلم في يده .

ليست هناك تعليقات: