17 أبريل 2018

الزكاة ودورها في تحقيق التكافل الإجتماعي



تحميل word

تحميل pdf

                                                                                        
الحمد لله رب العالمين ...الغني الحميد دعا المؤمنون إلي التجارة الرابحة  فقال تعالي  ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [ سورة البقرة: 261].                                                                                                         

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيئ قدير جعل الزكاة ركن ركين من أركان الإسلام وعنوان الدخول في الإسلام واستحقاق إخوة المسلمين فقال تعالي (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) التوبة.                                  

وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ....فتح الباب أمام أصحابه للتجارة مع الله فعن أبي كبشة عمرو بن سعد الأنماري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظُلم عبد مظلمةً فصبر عليها إلا زاده الله بها عزًا.. ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر).  رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح         
 فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين . 

أما بعــد.. فيا أيها المؤمنون ...  
إن الله تعالي شرع لنا الدين سموا بالإنسان إلي معارج الكمال وكريم الخصال وجعل للدين خمسة أركان يقوم وأمر بالمحافظة عليها فقال صلي الله عليه وسلم ( بنى الإسلام على خمس ، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) رواه البخاري .  

 فمن الأركان الأساسية في الإسلام ( ركن الزكاة). ففى الصحاح أن النبى حين أرسل معاذًا الى اليمن قال له : ( إنك تأتى قومًا أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وأنى رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات فى اليوم والليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم). ولا يكتمل إسلام العبد حتى يؤدى الزكاة كما قال تعالى (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ... )[التوبة ] فنفى عنهم أخوة الدين حتى يؤتوا الزكاة . 
 وحديثنا عن (الزكاة ودورها في تحقيق التكافل الإجتماعي) ... وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية وهي :ـ 

1 ـ تعريف الزكاة وبيان منز لتها ومكانتها في الإسلام . 
     
 2ـ حق الزكاة .    

3 ـ أهداف الزكاة .

 4 ـ عقوبة مانع الزكاة .                                                 

 5 ـ من أحكام الزكاة . 

 6 ـ الخاتمة .                                                                                          

 العنصر الأول :ــ  تعريف الزكاة وبيان منز لتها ومكانتها في الإسلام :ــ 

تعريف الزكاة :ــ

هي البركة والطهارة والنماء والصلاح‏.‏ وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه‏, ‏ وتقيه الآفات‏. ‏  والزكاة شرعا هي‏‏ : حصة مقدرة من المال فرضها الله عز وجل للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم‏ .  
‏أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة‏ . 
والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم‏)‏ ، وفي الحديث الصحيح قال صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم‏.‏‏)‏ أخرجه الجماعة‏.‏ 
 وهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وعمود من أعمدة الدين التي لا يقام إلا بها، يقاتل مانعها، ويكفر جاحدها، فرضت في العام الثاني من الهجرة، وردت في كتاب الله عز وجل ثلاثين مرة في مواطن مختلفة. 

  منز لتها ومكانتها في الإسلام :ــ 

الزكاة عبادة قديمة عرفت في الرسالات السابقة ذكرها الله تعالي في وصاياه إلي رسله  فيقول: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وكانوا لنا عابدين) (الأنبياء: 73). 

 ويتحدث عن إسماعيل فيقول: (وأذكر في الكتاب إسماعيل، إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًا) (مريم: 54 - 55). 
 ويتحدث عن ميثاقه لبنى إسرائيل فيقول: (وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنًا وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة) (البقرة: 83).    

 وفي سورة أخرى: (ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبًا، وقال الله إنى معكم، لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضًا حسنًا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار، فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل) (المائدة: 12). 
 وقال على لسان المسيح عيسى في المهد: (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا) (مريم: 31).   
 وقال تعالى في أهل الكتاب عامة: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة) (البينة: 5). 

 واعتبر القرآن الكريم الزكاة سبب لنيل رحمة الله تعالى قال تعالي : {ورحمتي وسعت كل شئ، فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي{ (الأعراف: 156 - 157).. 
  وقال تعالي {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم} (71 ـ التوبة  )          

 وجعلها شرطا لاستحقاق نصره سبحانه قال تعالي (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) (الحج). 
 وأيضا شرطا لأخوة الدين: قال تعالي {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين..} (11 ـ التوبة). 
ومن صفات عمار بيوت الله:ــ  قال تعالي{إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله..} (18 ـ التوبة) . 

واعتبرها من أخص خصائص المجتمع الإيماني الذي حقق الله له الفلاح في الدنيا والفردوس في الآخرة :ـ 

 فقال تعالي (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)الشوري .
 وقال تعالي  (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) (المؤمنون). 

وبينت السنة مكانة الزكاة، ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة..) 

وعن جرير بن عبد الله قال" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام، الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
العنصر الثاني:  حق الزكاة :ــ 

 الزكاة في الإسلام ليست "تبرعا" يتفضل به غني على فقير أو يحسن به واجد على معدوم، إنها أبعد من ذلك غورا، وأوسع أفقا. إنها جزء هام من نظام الإسلام الاقتصادي، ذلك النظام الفريد الذي عالج مشكلة الفقر أو مشكلة المال على وجه عام، قبل أن تعرف الدنيا نظاما عني بعلاج هذا الجانب الخطير من حياة الإنسان.     

فالزكاة حق لا تفضل ومن هذا كله نعلم أن الزكاة ليست تفضلا وإحسانا من إنسان إلى آخر وإنما هي "حق معلوم" كما قال الله. فهي حق لثلاث:ــ

 أولا : هي حق للفقير :ــ  

حق للفقير بوصفه أخا للغني في الدين والإنسانية، فقد جعل الإسلام المجتمع كالأسرة الواحدة يكفل بعضه بعضا، بل كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله، فمن حق الفقير الذي لا يستطيع أن يعمل، أو يستطيع ولا يجد عملا، أو يعمل ولا يجد كفايته من عمله، أو يجد ولكن حل به من الأحداث ما أفقره إلى المعونة، من حقه أن يعان ويشد أزره ويؤخذ بيده، وليس من الإيمان ولا من الإنسانية أن يشبع بعض الناس حتى يشكو التخمة، وإلى جواره من طال حرمانه حتى أن من الجوع.               
 ولا يجوز للمؤمن أن يعيش في دائرة نفسه مغفلا واجبه نحو الآخرين من ضعفاء ومساكين، فهذا نقص في إيمانه، موجب لسخط الله في الدنيا والآخرة، وفي هذا يقص علينا القرآن مشهدا من مشاهد الآخرة بين أهل اليمين في الجنة وأهل الشمال في النار، فأصحاب اليمين (في جنات يتساءلون عن المجرمين: ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين) فهنا كان ترك إطعام المسكين من موجبات الخلود في سقر. وأروع من ذلك وأعجب أن القرآن لا يكتفي بإيجاب إطعام المسكين ـ ومثل إطعامه كسوته ورعاية ضروراته وحاجاته ـ بل يزيد على ذلك فيجعل في عنق كل مؤمن حقا للمسكين أن يحض غيره على إطعامه ورعايته، ويجعل ترك هذا الحض من لوازم الكفر بالله، والتكذيب بيوم الدين، نقرأ في هذا قول الله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون) فقهر اليتيم وإهمال الحث على رعاية المسكين جعلا دليلا على أن القلب خلو من الإيمان بالآخرة والتصديق بالجزاء وما كان لمثل هذا الشخص من صلاة فهي صلاة الساهين المرائين. ويقول تعالى في شأن أصحاب الشمال: (وأما من أوتي كتابه بشماله، فيقول: يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه؟ يا ليتها كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عنى سلطانيه) ثم يصدر الله عليه الحكم الذي يستحقه: (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) ثم يذكر أسباب هذا الحكم الشديد: (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين). 
  ولم تر الدنيا كتابا كالقرآن يجعل إهمال الحث على العناية بالمسكين من موجبات الجحيم، والعذاب الأليم!

ثانيا :  حق المجتمع :ــ  

 والزكاة ـ مع أنها حق الفقير ـ حق المجتمع أيضا، فالإنسان لم يكسب المال بجهده وحده، بل شاركت فيه جهود وأفكار وأيد كثيرة، بعضها عن قصد، وبعضها عن غير قصد، بعضها ساهم من قريب، وبعضها ساهم من بعيد، وكلها أسباب عاونت في وصول المال إلى ذي المال، فإذا نظرنا إلى التاجر مثلا كيف جمع ماله وحقق كسبه؟ رأينا للمجتمع عليه فضلا كبيرا، فممن يشتري؟ ولمن يبيع؟ ومع من يعمل؟ وبمن يسير إذا لم يكن المجتمع؟ وهكذا الزارع والصانع وكل ذي مال. فمن حق المجتمع ممثلا في الدولة التي تشرف عليه وترعى مصالحه، وتسد خلات أفراده أن يكون لها نصيب من مال ذي المال، فلو لم يكن في المجتمع المسلم أفراد فقراء أو مساكين لوجب على المسلم أن يؤدي زكاته ولا بد، لتكون رصيدا للجماعة، تنفق منه عند المقتضيات، ولتبذل منه "في سبيل الله" وهو مصرف عام دائم ما دام في الأرض إسلام.  
                                                      
  ثالثا : حق الله تعالي :ــ                                                                                                           
 والزكاة بعد ذلك ـ وقبل ذلك ـ حق الله تعالى، فالله هو المالك الحقيقي لكل ما في الكون أرضه وسمائه، والمال في الحقيقة ماله، لأنه خالقه وواهبه وميسر سبله، ومانح الإنسان القدرة على اكتسابه. 

 إذا زرع الإنسان زرعا فأنبت حبا، أو غرس غرسا فآتى ثمرا فكم يوازي عمل يده في الحرث والسقي والتعهد بجانب عمل يد الله الذي جعل الأرض ذلولا، وأنزل الماء من السماء مطرا؟
 وأجراه في الأرض نهرا، وهيأ للحبة في باطن التراب غذاءها حتى صارت شجرة مورقة مثمرة؟
 ألا ما أقل عمل الإنسان وجهده بجانب رعاية الله! 
 ثم ما عمل الإنسان إذا لم يهبه الله الأدوات التي بها يعمل، والعقل الذي به يفكر ويدبر؟  
 لهذا يبين القرآن فضل الله على عباده، ويرد الحق إلى نصابه، فيقول: (أفرأيتم ما تحرثون؟ أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟ ولو نشاء لجعناه حطاما فظللتم تفكهون: إنا لمغرمون، بل نحن محرومون، أفرأيتم الماء الذي تشربون؟ أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون؟ لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون؟!) (الواقعة )  
 ويقول في سورة أخرى (فلينظر الإنسان إلى طعامه، أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقصبا).عبس 
وفي سورة ثالثة يقول: (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون، وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون، ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا تشكرون؟!)( يس) نعم "أفلا يشكرون" وهم يأكلون من ثمار لم تعملها أيديهم وإنما عملتها يد الله، الله الذي أحيا الأرض الميتة وأخرج منها الحب، وأنشأ الجنات وفجر العيون.                               
وليس عمل يد الله في الزراعة فحسب، بل في كل ناحية من الحياة: زراعة أو تجارة أو صناعة أو غيرها، 
ففي الصناعة مثلا نجد المادة الخام من خلق الله لا من إنتاج الإنسان، ومن هنا امتن الله على الناس بمادة الحديد فقال: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) والتعبير بـ (أنزلنا) يعني أن الله خلقه بتدبير سماوي علوي لا دخل للإنسان فيه. 
 ونجد الاهتداء إلى الصناعات من إلهام الله وتعليمه للإنسان ما لم يكن يعلم كما قال تعالى عن نبي الله داود (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون؟).
 والنتيجة من هذا أن المال رزق يسوقه الله للإنسان فضلا منه ونعمة، ومهما ذكر الإنسان عمله وجهده فليذكر عمل القدرة الإلهية في الإيجاد والإمداد. 
فلا غرابة بعد هذا أن ينفق الإنسان عبد الله بعض ما رزقه الله، على إخوانه عباد الله، قياما للواجب المنعم بحق الشكر على نعمائه، ومن أجل هذا يقول الله في كتابه (أنفقوا مما رزقناكم) (ومما رزقناهم ينفقون) ويقرر أن المال مال الله والإنسان ما هو إلا مستخلف فيه أو موظف مؤتمن على تنميته وإنفاقه والانتفاع والنفع به، يقول تعالى: (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) (أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه)الحديد. 

 وهذا المعنى في الزكاة ـ أنها حق الله ـ يؤديها المسلم طاعة لأمر الله، وشكرا له، واعترافا بفضله. 
ولذلك أوصى النبي دافع الزكاة أن يقول عند أدائها: "اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما". 

العنصر الثالث :ــ أهداف الزكاة :ــ 

لقد فرض الله الزكاة لحكم جليلة، وأهداف سامية نبيلة، منها ما يعود على الفرد، سواء كان معطياً للزكاة أم آخذاً لها.
ومنها ما يعود على المجتمع بحفظ أمنه، وتحقيق مصالحه، وحل مشاكله. 
 إنّ الهدف الأصلي للزّكاة في الإسلام هو تحقيق العبودية لله والانقياد له، بإخراج قدر مخصوص من المال في زمن مخصوص.      
 وقد شُرعت الزّكاة بغرض تحقيق العديد من المقاصد المعنوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية للفرد والمجتمع المسلم.                                

 ومن هذه الأهداف: - 

  1 ـ تطهيرالمجتمع من الأمراض الإجتماعية  :ـ 

  قال تعالي {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلواتِكَ سَكَنٌ لّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة:102).  
 وقال صلي الله عليه وسلم ( إن الله يمحو بها الخطايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار) .  
 إذا أُدِيت فريضة الزّكاة كما أمر الله سبحانه ووزّعت حصيلتها بالحقّ وفقًا لنظامها الدّقيق الّذي شرعه الله شفيت النّفوس من الحقد والكراهية، وطهرت من الشّحّ والبخل والطمع، وتربّت على الصِّدق والأمانة والإخلاص والإنفاق والبذل والتّضحية والقناعة والإيثار والتّراحم..                                            

 وبذلك فإنّها تقضي على الرّذائل الاقتصادية ومنها: الغش والغَرر والتّدليس والرِّبا والقمار وأكل أموال النّاس بالباطل، وبذلك تعالج النّفوس الأمّارة بالسّوء، ويأمن المجتمع من الخوف، ويحيا النّاس حياة طيّبة رغدة في الدّنيا... إخوة في الله متحابين، ويفوزوا برضاء الله في الآخرة راضين مرضيين.. 

 2 - تطهير المال من الآفات والنّقصان والتّلف والتّآكل:ـ 

 فقد جاء في كثير من الأدلة أنّ الزّكاة والصّدقات تزيد المال كمًا وبركة وتنمية، وتبعد عنه الآفات والكوارث والجوائح. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ، وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (سبأ:39)
وقال الله تعالى : { يمحق الله الربا ويربي الصدقات } [ سورة البقرة : 276 ]
وقال تعالى : { وما ءاتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما ءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون } [ الروم :39 ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من تصدق بعدل تمرة - أي ما يعادل تمرة - من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يأخذها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل " رواه البخاري ومسلم .  حتى تصبح أضعاف مضاعفة يوم القيامة ، قال تعالى : ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ " سبعمائة ضعف ؛ ثم " وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء " وأكثر من ذلك من فضل الله : " وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) . وأيضا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره". وأكثر من ذلك ما روي أنه قال: "حصنوا أموالكم بالزكاة". 

  3- تحقيق قيمة التضامن والتكافل :ـ 

الإنسان في التصور الإسلامي ، لا يعيش مستقلا بنفسه ، منعزلا عن غيره ، وإنما ينطلق من مبدأ الولاية المتبادلة بين المؤمنين في المجتمع ، يقول الله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .( التوبة ، 71)  

 والتكافل في الإسلام ، يعني التزام القادر من أفراد المجتمع تجاه أفراده , قال تعالى في وصف المؤمنين الصالحين " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) سورة الحشر . 

  وعَنْ أَبي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفر مَعَ اَلنبِيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، إِذْ جَاءَ رَجُل عَلَى رَاحِلَة لَهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينأ وَشِمَالاً ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْل مِن زَاد فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ ، قَالَ : فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ اَلْمَالِ مَا ذَكَر ، حَتُّى رَأَيْنَا أَنَهُ لاحق لأَحَدٍ منا فِي فَضْل).( أخرجه أحمد  ومسلم وأبو داود)                            

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية المجتمع عن كل فرد محتاج فيه ، في عبارة قوية في إنذارها للفرد والمجتمع : « ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه » رواه البخاري في الأدب المفرد.    

 نموذج لكفالة شاب ماديا ومعنويا:ـ 

الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قتل أبوه في معركة أحد ، وخلف عنده تسع أخوات ليس لهن عائل غيره ، وخلف ديناً كثيراً ، على ظهر هذا الشاب الذي لا يزال في أول شبابه ، فكان جابر دائماً ساهم الفكر، منشغل البال بأمر دَينه وأخواته ، والغرماء يطالبونه صباحاً ومساءً ..                                           
خرج جابر مع النبي  صلى الله عليه وسلم  في غزوة ذات الرقاع، على جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير ،ولم يجد جابر ما يشتري به جملاً ، وذلك لشدة فقره ، فسبقه الناس وصار هو في آخر القافلة ، وكان النبي  صلى الله عليه وسلم  يسير في آخر الجيش، فأدرك جابراً وجمله يدبُّ به دبيباً، والناس قد سبقوه ،فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  : مالك يا جابر ؟                 
 قال : يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا ، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  : أنخه ، فأناخه جابر وأناخ النبي  صلى الله عليه وسلم  ناقته ، ثم قال : أعطني العصا من يدك أو اقطع لي عصا من شجرة ، فناوله جابر العصا، برَكَ الجمل على الأرض كليلاً ضعيفاً ، فأقبل  صلى الله عليه وسلم  إلى الجمل وضربه بالعصا شيئاً يسيراً ، فنهض الجمل يجري قد امتلأ نشاطاً فتعلق به جابر وركب على ظهره ، مشى جابر بجانب النبي  صلى الله عليه وسلم ، فرحاً مستبشراً ،وقد صار جمله نشيطاً سابقاً . 

 التفت  النبي صلى الله عليه وسلم  إلى جابر، وأراد أن يتحدث معه ، فجابر كان شاباً في أول شبابه ،وهموم الشباب في الغالب تدور حول الزواج ، وطلب الرزق ، قال  صلى الله عليه وسلم  : يا جابر هل تزوجت ؟ قال جابر : نعم .. قال : بكراً أم ثيباً ؟ قال : بل ثيباً ، فعجب النبي  صلى الله عليه وسلم  كيف أن شاباً بكراً في أول زواج له ، يتزوج ثيباً ، فقال ملاطفاً لجابر : هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ، فقال جابر : يا رسول الله  إن أبي قتل في أحد وترك تسع أخوات ليس لهن راعٍ غيري ،فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن الخلافات ، فتزوجت امرأة أكبر منهن لتكون مثل أمهن. 

 رأى النبي  صلى الله عليه وسلم  أن أمامه شاب ضحى بمتعته الخاصة لأجل أخواته، فأراد  صلى الله عليه وسلم  أن يمازحه بكلمات تصلح للشباب فقال له : لعلنا إذا أقبلنا إلى المدينة أن ننزل في صرار، فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق يعني وإن كنت تزوجت ثيباً إلا أنها لا تزال عروساً تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها ،وتصف عليه الوسائد .                           
 فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ، فقال : نمارق !! والله يا رسول الله ما عندنا نمارق ، فقال  صلى الله عليه وسلم  : إنه ستكون لكم نمارق إن شاء الله ، ثم مشيا، فأراد  صلى الله عليه وسلم  أن يهب لجابر مالاً فالتفت إليه وقال : يا جابر ..قال : لبيك يا رسول الله ، فقال : أتبيعني جملك ؟
 تفكر جابر فإذا جمله هو رأس ماله ،هكذا كان وهو كليل ضعيف ، فكيف وقد صار قوياً جلداً !!
لكنه رأى أنه لا مجال لرد طلب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ،قال جابر : سُمْه يا رسول الله بكم ؟ 
فقال  صلى الله عليه وسلم  : بدرهم !!
قال جابر : درهم !! تغبنني يا رسول الله ..فقال  صلى الله عليه وسلم  : بدرهمين، قال : لا تغبنني يا رسول الله فما زالا يتزايدان حتى بلغا به أربعين درهماً  أوقية من ذهب . 

 فقال جابر : نعم ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إلى المدينة  ، قال  صلى الله عليه وسلم  : نعم  فلما وصلوا إلى المدينة ، مضى جابر إلى منزله وأنزل متاعه من على الجمل ومضى ليصلي مع النبي  صلى الله عليه وسلم  وربط الجمل عند المسجد ، ولما خرج النبي  صلى الله عليه وسلم  قال جابر : يا رسول الله هذا جملك ، فقال  صلى الله عليه وسلم  : يا بلال أعط جابراً أربعين درهماً وزده ، فناول بلال جابراً أربعين درهماً وزاده ، فحمل جابر المال ومضى به يقلبه بين يديه  متفكراً في حاله !! ماذا يفعل بهذا المال ؟! أيشتري به جملاً ،أم يبتاع به متاعاً لبيته  ، وفجأة التفت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى بلال وقال : يا بلال خذ الجمل وأعطه جابراً ، جبذ بلال الجمل ومضى به إلى جابرفلما وصل به إليه ، تعجب جابرهل ألغيت الصفقة ؟!  

 قال بلال : خذ الجمل يا جابر . قال جابر : ما الخبر !! قال بلال : قد أمرني رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن أعطيك الجمل  ،والمال ، فرجع جابر إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وسأله عن الخبر، أما تريد الجمل !! 

  فقال  صلى الله عليه وسلم  : أتراني ماكستك لآخذ جملك، يعني أنا لم أكن أطالبك بخفض السعر لأجل أن آخذ الجمل وإنما لأجل أن أقدر كم أعطيك من المال معونة لك على أمورك . ( مسند الإمام احمد ،ودلائل النبوة) .  

 ولا يقتصر التكافل الاجتماعي في الإسلام ، على الجوانب المادية فحسب ، بل يمتد إلى ما يعد تعاونا شاملا على البر. قال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) سورة المائدة. فالمسلمون متآلفون متعاونون , يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم . 

  4- علاج مشكلة الفقر:ـ

من بين مقاصد الإسلام في تشريع الزّكاة رفع مستوى الفقراء والمساكين وتحويلهم إلى طاقة إنتاجية في المجتمع، فلا يقتصر الأمر على إعطائهم إعانة وقتية بل يمكن أن نشتري لهم وسائل الإنتاج مثل الآلات الحرفية والحيوانات، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر فقال الله سبحانه وتعالى: {مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ، وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر:7). 

 5 ـ الزكاة عصب الإقتصاد :ـ 

 تعدّ الزكاة عصب النِّظام الاقتصادي الإسلامي، ففيها الحلول للمشكلات الاقتصادية المعاصرة والّتي فشلت النّظم الاقتصادية الوضعية في علاجها، ومن بين هذه المشكلات مشكلة تكدّس الأموال في يد فئة قليلة من النّاس ما أدّى إلى زيادة الفوارق بين الطبقات، ومشكلة عدم الاستقرار الاقتصادي، ومشكلة التّضخّم، ومشكلة الاكتناز، ومشكلة الفوائد الربوية، ولقد أدّت هذه المشكلات وغيرها إلى الحياة الضنك الّتي تتقلب فيها الطبقة الفقيرة، وانخفاض مستوى الدخول، وعدم توفير الحاجات الأساسية للحياة. 

وبذلك صارت الزكاة باعثة لهمم أصحاب الأموال، لكي يستثمروها وينموها، ومن ثم ينتعش الاقتصاد، وتنشط الحركة التجارية، ويكثر الإنتاج، وتفتح مجالات رحبة للعمل والكسب، فتنحسر البطالة، وتتوفر فرص العمل، ويستغني القادرون على العمل بما يكسبونه بجهودهم وكد أيمانهم.

 العنصر الرابع :ــ عقوبة مانع الزكاة : ـ

أجمع علماء الإسلام أن من أنكر أو جحد الزكاة فقد كفر ، وأجمعوا على أنه لو تمالئ قوم وتواطئوا واجتمعوا على منع الزكاة ؛ وجب على إمام المسلمين أن يقاتلهم حتى يعودوا إلى حظيرة الإسلام ؛ كما فعل الصحابى الجليل والخليفة الراشد أبو بكر – رضى الله تعالى عنه – الذى قاتل مانعى الزكاة قائلا : ( والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم فيه ) وفى رواية : (والله لو منعونى عناقًا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم فيه ) وهو كناية عن منعهم أصغر الأشياء ، 

ولقد حذر الإسلام من منع الزكاة وتوعد مانع الزكاة بثلاث عقوبات :ـ

1ـ عقوبة شرعية :ــ 

وهذه العقوبة الشرعية القانونية يتولاها الحاكم أو ولى الأمركما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الزكاة: "من أعطاها مؤتجرًا فله أجره، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا، لا يحل لآل محمد منها شئ" (رواه أحمد والنسائي وأبو داود ) تضمن هذا الحديث الكريم جملة مبادئ هامة في باب الزكاة .

  أحدها: أن الأصل في الزكاة أن يعطيها المسلم مؤتجرًا، أي طالبًا الأجر، ومحتسبًا الثواب عند الله تعالى، لأنه يتعبد لله بأدائها، فمن فعل ذلك فله أجره، ومثوبته عند ربه.

   الثاني: أن من غلب عليه الشح وحب الدنيا، ومنع الزكاة لم يترك وشأنه، بل تؤخذ منه قهرًا، بسلطان الشرع، وقوه الدولة، وزيد على ذلك فعوقب بأخذ نصف ماله تعزيرًا وتأديبًا لمن كتم حق الله في ماله، وردعًا لغيره أن يسلك سبيله. 

 الثالث: أن هذا التشديد في أمر الزكاة إنما هو لرعاية حق الفقراء والمستحقين الذين فرض الله لهم الزكاة، وأما النبي صلى الله عليه وسلم وآله، فليس لهم نصيب في هذه الزكاة ولا يحل لهم منها شئ. 

ولم يقف الإسلام عند عقوبة مانع الزكاة بالغرامة المالية، أو بغيرها من العقوبات التعزيرية، بل أوجب سل السيوف وإعلان الحرب على كل فئة ذات شوكة تتمرد على أداء الزكاة، ولم يبال في سبيل ذلك بقتل الأنفس، وإراقة الدماء التي جاء لصيانتها والمحافظة عليها،لأن الدم الذي يراق من أجل الحق لم يضع هدرًا ، والنفس التي تقتل في سبيل الله وإقامة عدله في الأرض لم تمت ولن تموت.                                    

  روى الشيخان عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله". 

  وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". (أخرجه الشيخان والنسائي).   

 ولندع راوية الصحابة الأول أبا هريرة - رضى الله عنه - يروى لنا هذا الموقف الرائع: قال لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أبو بكر، وكفر من كفر من العرب فقال عمر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى"؟                                                                              

  فقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها لرسول الله لقاتلتهم على منعها.                                                            

   قال عمر: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبى بكر للقتال، فعرفت أنه الحق (رواه الجماعة إلا ابن ماجة). وفي رواية بعضهم: "عقالاً" بدل "عناقًا"                

 وأولئك الذين امتنعوا عن دفع الزكاة تمسكوا بظاهر الآية الكريمة من سورة التوبة: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم، إن صلاتك سكن لهم، والله سميع عليم) (التوبة: 103). 

   قالوا: فهذا: خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - يقتضي بظاهره اقتصاره عليه، فلا يأخذ الصدقة سواه، ويلزم على هذا سقوطها بسقوطه، وزوال تكليفها بموته. 

 وقالواإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطينا عوضًا عن الزكاة التطهير والتزكية لنا، والصلاة علينا، وصلاته سكن لنا، وقد عدمنا ذلك من غيره. 

 والشبهة التي تمسك بها القوم واهية الأساس، حتى قال القاضي أبو بكر بن العربى: هذا كلام جاهل بالقرآن، غافل من مآخذ الشريعة، متلاعب بالدين، متهافت في النظر (أحكام القرآن:2/995). 

  فإن الخطاب وإن كان للنبي صلى الله عليه وسلم - في الأصل، فهو خطاب لكل من يقوم بأمر الأمة من بعده. فهو ليس من الخطاب الخاص به .                                                      

  2 ـ العقوبة الأخروية :ــ 

  قال تعالي (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34) يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)) التوبة . 
 روى البخاري عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من آتاه الله مالاً فلم يؤدِّ زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع، له زبيبتان، يُطَوِّقُه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعنى بشدقيه - ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - الآية: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم، بل هو شر لهم، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) (آل عمران: 180). الشجاع: الحية الذكر... والأقرع: الذي لا شعر له، لكثرة سمه، وطول عمره. الزبيبتان: نقطتان سوداوان فوق العينين وهو أخبث الحيات.  

وروى مسلم عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدِّى حقها إلا جُعلت له يوم القيامة صفائح، ثم أُحْمِىَ عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار. وما من صاحب بقر ولا غنم لا يؤدى حقها إلا أُتِىَ بها يوم القيامة تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، كلما مضى عليه أخراها رُدَّت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون. ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ". 
3 ـ العقوبة الدنيوية لمن منع الزكاة:ــ 

ولم تقف السنة عند حد الوعيد بالعذاب الأخروي لمن يمنع الزكاة. بل هددت بالعقوبة الدنيوية  الشرعية والقدرية كل من يبخل بحق الله وحق الفقير في ماله. 

 وفي العقوبة القدرية  التي يتولاها القدر الأعلى يقول عليه الصلاة والسلام: "ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين" (رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات) جمع سنة  وهي المجاعة والقحط.                                                                                                                                            وفي حديث ثان: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا" (رواه ابن ماجة والبزار البيهقي واللفظ له من حديث ابن عمر).            

 ورأينا هذا الأمر واضحا في القرآن الكريم في سورة "القلم" يقص الله على عباده قصة أصحاب الجنة الذين تواعدوا أن يقطفوا ثمارها بليل ! ليحرموا منها المساكين الذين اعتادوا أن يصيبوا شيئًا من خيرها يوم الحصاد، فحلت بهم عقوبة الله العاجلة: قال تعالي (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنا اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين فلم رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرًا منها إنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب، ولعذاب الآخرة أكبر، لو كانوا يعلمون) (القلم: 19-33)

العنصر الخامس :ـ من أحكام الزكاة :ـ 

 1 ـ هل للزكاة شروط ؟

 نعم ، شروط زكاة المال هى : الإسلام ، والملك التام ، والنصاب ، وحولان الحول . وحولان الحول : أى مرور العام على ملكية المال . والنصاب يقدر بـ ( 85 جرام من الذهب الخالص ) . والمقدار الواجب خروجه ربع العشر (2.5 % )  

 2 ـ زكاة الذهب :ــ

 إذا كانت تتحلي به المرأة فلا زكاة فيه ، أما إذا كان محتفظا به كمال وبلغ الشروط السابقة ( الإسلام ، والملك التام ، والنصاب ، وحولان الحول )  وفيه ربع العشر (2.5%). 

 3ـ زكاة الزروع والثمار :ـ  

قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة .

 وقال تعالي (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)( الأنعام )
و عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((فيما سقَتِ السماء والعيون أو كان عَثَريًّا: العُشْرُ، وفيما سُقِي بالنَّضح: نصف العُشر)) رواه البخاري ، وأبو داود ، والترمذي، وابن ماجه ، والنسائي

من هنا نقول إن كل ما خرج من الأرض فيه زكاة وينقسم إلي قسمين : ـ  

 أـ ما يكال مثل القمح والأرز والذرة والفول وغيره ... ونصابه خمسين كيلة ،أو أربع أرادب وكيلتين ، وفيه نصف العشر إذا بلغ النصاب .                                                                                                      
ب ـ ما يوزن مثل البنجر والقطن والكتان واللب وغيره.... ونصابه ستمائة وخمسين كيلو جرام ، وفيه نصف العشر إذا بلغ النصاب . 

  3 ـ زكاة الأرض المستأجرة :ــ 
         
 تكون الزكاة علي المالك والمستأجر ، المستأجر يؤدى زكاة ما أخرج الله له منها من زرع حصده وثمر اجتناه سالمًا من الدَّيْن والأجرة ونفقات الزرع. 

 والمالك يؤدى زكاة ما يسر الله له من أجرة عادت عليه من الأرض خالصة سائغة سالمة من الدَّيْن وضريبة الأرض ونحوها. كل منهما عليه نصف العشر إذا بلغ النصاب . 

 4 ـ  لمن تخرج الزكاة ؟!  
                                                               
هل تخرج للمتسولين الذين يأتون إلينا من بلاد بعيدة ، لا نعرفهم ولا يعرفوننا ، ولا نعرف إن كانوا يستحقون فعلا للزكاة أم أنهم امتهنوها مهنة لهم . 
وأهل كل محلة أعلم بفقرائها ، فنحن فى هذه القرية ، يعلم كل منا الأحوج فالأحوج من جيرانك ومن أقاربك : 
فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة"[ رواه أحمد والنسائي وابن حبان والترمذي وحسنه]. 

 فكلما تصدقت على أقاربك الفقراء كان ذلك أولى وأنفع وأستر له ، فيجوز لك أن تتصدق على أخيك أو أختك أو عمك أو أولاد أعمامك .. وجميع أقاربك إن كانوا هم الأحوج لهذا المال وإن كنت تعرف أنهم فقراء وفى حاجة عن غيرهم . 

 كما يجوز للمرأة إن كانت غنية أن تتصدق على زوجها لأنه لا يلزمها نفقته ، وقد جاءت امرأة عبد الله ابن مسعود تسأله عن قول ابن مسعود لها أنه أولى بصدقتها هو وأولاده فقال – صلى الله عليه وآله وسلم ( صدق ابن مسعود ) .

 أما الرجل فلا يجوز أن يعطى الزكاة لزوجته لأنه يجب عليه الإنفاق عليها . 

كما لا يجوز لك أن تعطى زكاتك لأولادك وإن نزلوا ( أى أحفادك ) ، ولا لأبيك وإن علا ( الجد ) لأنه يجب عليك الإنفاق عليه فأنت ومالك لأبيك .وكذلك الأم وإن علت (الجدة)                     

وقد حدد الله تعالي مصارف الزكاة فقال تعالي (نَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة . 

 5 ـ من مات وعليه زكاة :ــ

 إذا مات الإنسان وعليه زكاة ،فعلى ورثته أن يدفعوها من ماله عنه لأن دين الله أحق بالأداء ، قبل ديونه ، وقبل تنفيذ وصيته ، وقبل توزيع ميراثه، فالزكاة لا تسقط بموت رب المال وإنما تصير دينا علي صاحبه . 

الخاتمة :ــ

 تلك هي الزكاة في الإسلام، وذلك بعض أهدافها وأسرارها، وبهذا تكون الزكاة أول تشريع منظم لتحقيق الضمان الاجتماعي، ولو أن أهل الأموال جميعهم أخرجوا زكاة أموالهم، وصرفوها لمستحقيها، لما بقي في المسلمين فقير، وما احتاج فقير إلا بما منع غني. 

  "ولو أقام المسلمون هذا الركن من دينهم لما وجد فيهم  بعد أن كثرهم الله، ووسع عليهم في الرزق  فقير مدقع، ولا ذو غرم مفجع. ولكن أكثرهم تركوا هذه الفريضة، فجنوا على دينهم وأمتهم، فصاروا أسوأ من جميع الأمم حالاً في مصالحهم المالية والسياسية"     
فأصبح الالتزام بأداء الزكاة كاف لإعادة مجد الإسلام فلا سعادة لنا ولا فلاح إلا بالعودة لأحكام الإسلام العظيم والحفاظ علي أركان الإسلام ففيها الرحمة والعز والسعادة والفلاح والنصر والتمكين والسيادة والريادة والغني .  

 ( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )[البقرة 286].



ليست هناك تعليقات: