19 مارس 2018

علامات سلامة القلب




للقلب السليم علامات يعرف بها منها ....

العلامة الأولى:
أن يكون القلب سليمًا من محبة ما يكرهه الله تعالى من الشرك الخفي والجلي والأهواء والبدع والفسوق والمعاصي كبيرها وصغيرها ظاهرها وباطنها، قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ قال صلى الله عليه وسلم  (كلُ مخموم القلب صدوق اللسان) قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال (هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غِلّ ولا حسد) هذا القلب أفضل القلوب إلى الله وأحبها إليه.

العلامة الثانية:
أن يرتحل هذا القلب من الدنيا وطلبها وينزل بمنازل الآخرة ويحل بها حتى كأنه من أهلها، لا يكون حاله مثل كثير من الناس ممن سافروا في طلب الدنيا وقعدوا عن الآخرة وطلبها.

العلامة الثالثة:
 أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يُنيب إلى الله ويتعلق به تعلق المُحب إلى حبيبه، لذا ترى صاحب هذا القلب كلما فعل ذنبًا تراه يسرع بالتوبة والاستغفار وكما قال أحد السلف (أفضل عباد الله إلى الله رجلٌ اجترح ذنبًا فكلما ذكر ذنبه استغفر ربه).

العلامة الرابعة:
أنه لا يفتر عن ذكر الله تعالى ولا يسأم من الأنس به، فذكر الله عنده أحلى من العسل وأشهى من الماء العذب الصافي لدى العطشان في اليوم الصائف، كيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم  يقول (لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله).

العلامة الخامسة:
 هذا القلب إذا عُرضت عليه الفتن والقبائح والشهوات والشبهات نفر منها بطبعه وأبغضها ولم يلتفت إليها وحياؤه يمنعه من الوقوع في هذه المعاصي والمخالفات ويحميه من الفتن.

العلامة السادسة:
القلب السليم عندما تفوته طاعة من الطاعات أو وردٌ من القران وجد لفواتها ألمٌ عظيم، رحم الله ابن القيّم ما عساه أن يقول فيمن ليس له وردٌ يومي، بل ما عساه أن يقول فيمن تفوته الصلاة ولا يجد لفواتها ألم أو حسرة، يقول  صلى الله عليه وسلم  (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) أيّ فقد اهله وماله.

العلامة السابعة:
أنه يشتاق إلى طاعة ربه كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب، فتراه يشتاق إلى الصلاة بعد الصلاة والصيام بعد الصيام والطاعة بعد الطاعة... وهكذا بقية العبادات والطاعات.

العلامة الثامنة:
أن القلب السليم يُصبح ويُمسي وليس له همٌ غير رضا الله تعالى وأيّ حياةٌ اطيب وأجمل من هذه الحياة، قال صلي الله عليه وسلم (من أصبح والدنيا همّه شتت الله عليه شمله وجعل الله فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدر له، ومن أصبح والآخرة همّه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمه).

العلامة التاسعة:
أنه يكون أشحّ بوقته أن يذهب ضائعًا أكثر من شحّ الناس بمالهم وأهل التجارة بتجاراتهم، والوقت رأس مال العبد المؤمن ويجب عليه ألا يقضي أنفاسه إلا في طاعة ربه ومولاه، وإضاعة الوقت في غير فائدة أشد من الموت، لأن الموت يقطع من الدنيا أما إضاعة الوقت فتقطع من الدنيا والآخرة والعياذ بالله من هذا حاله.

العلامة العاشرة:
أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم من اهتمامه بالعمل نفسه، فيعمل وهو يستحضر الإخلاص والصدق والمتابعة والإحسان والاقتداء..
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والصدق.



ليست هناك تعليقات: