13 مارس 2017

فروض الكفاية وأثرها في نهضة الأمـــــــــة




 الحمد لله رب العالمين .. خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل وجعلنا بالإسلام خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله تعالي فقال تعالي } كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ { آل عمران.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيئ قدير، جعل الإصلاح سبب في النجاة من الهلاك فقال تعالي }وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117){ هود.
وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم .. وضح معالم هذا الدين وأمرنا أن نلتزم بها ، فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الله فرض فرائض ، فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء ، فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان ، فلا تبحثوا عنها . حديث حسن ، رواه الدارقطني وغيره .
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
 أما بعد.. فيا أيها المؤمنون 
لقد جاء الإسلام لإصلاح مصالح العباد في المعاش والمعاد ، وحث علي التطور والإبداع في كل مجالات الحياة ، فلكل شخص مجاله، ولكل له مضماره ، وبذلك يتحقق المقصد الأعظم للشرع الحنيف بإقامة مجتمع قويم وعمارة الأرض، واستكمال وظيفة الاستخلاف الإنساني وأدائها في الإعمار والبناء واكتشاف السنن الكونية والطاقات والقدرات المكنونة في أجزاء الكون المسخر للإنسان، واستغلالها لعمليات البناء والنهوض، وتمثيل الموقف الوسط في الشهود الحضاري، والقيام بوظائف الإرشاد والتوجيه والتأثير. من أجل ذلك فرض الله تعالي علي المسلم واجبات وفرائض منها ما هو عيني ، ومنها ما هو كفائي لذلك كان موضوعنا وهو "فروض الكفاية وأثرها في نهضة الأمـــــــــة " وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية .
 1ـ تعريف فرض العين وصوره. 
2ـ تعريف فرض الكفاية وصوره. 
3ـ أهمية فروض الكفاية. 
4ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعظم مثال للواجب الكفائي.
 5ـ الخاتمة .

 العنصر الأول : تعريف فرض العين وصوره:
هو ما طلبه الشرع الحنيف من كل شخص مكلف على سبيل الحتم والإلزام. وهو ما يثاب فاعله ويعاقب تاركه. مثل الصلوات الخمس وصيام رمضان واداء الزكاة لمن عنده مال ووجب فيه النصاب ، وحسن الخلق والسلوك الصالح والحج للمستطيع والوفاء بالعقود ، ففعل فرض العين، لا يجزئ قيام فرد من أفراد المكلفين به عن شخص آخر.
 العنصر الثاني : تعريف فرض الكفاية وصوره:
هو ما طلب الشارع حصوله من غير تعيين فاعله ،وهو ما يُطالَب بأدائه مجموع المكلفين، وإذا قام به بعضهم سقط الطلب عن الباقين، وإذا لم يفعله أحدٌ أثموا جميعاً، كالذي يجب للموتى من غسل وتكفين وصلاة ودفن، وما يجب لخير المجتمع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنقاذ الغريق والقضاء والإفتاء وأداء الشـهادة وأنواع الصـناعات، والتصدي لحفظ المصالح العامة بصورة شاملة، والتي تشمل التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، من الصناعة والزراعة وكل ما يحتاجه المجتمع لحفظ كيانه وقيمه ومصالحه، وبلغة العصر: التحرك وفق الاستراتيجية القومية الشاملة التي تحقق الأمن القومي والإقليمي للأمة..
 وهذا التحرك يكون وفق مقتضيات هذه الاستراتيجية، هو من الواجبات الكفائية، وكل فرد في الأمة مسؤول عن ذلك ويأثم بتقاعسه عنه .. وتنظيم الأفراد للقيام بهذه الوظائف، وفق قدراتهم وطاقاتهم، من وظيفة الدولة والقائمين على الأمور؛ وعلى الأفراد إعانة القائمين على الأمر والقائمين على الواجبات الكفائية المتعددة، وبهذا يتحول التدين الصحيح إلى مشروع تنمية بشرية، وتحرك حضاري إنساني يحرك الجهود كلها وفئات المجتمع كله نحو الصالح العام..
قال الشاطبي، رحمـه الله: «الولايات العامة، والجهاد، وتعليم العلم، وإقامة الصناعات المهمة، فهذه كلها فروض كفايات».
 العنصر الثالث: أهمية فروض الكفاية:
1ـ من أهم مقاصد الفروض الكفائية :
هو حفظ مصالح الناس العامة وما يتعلق بالأمور الضرورية المجتمعية، في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية..
 فأمتنا هي الأمة الشاهدة علي الناس ولها الخيرية والمكانة والريادة ن فجاء النكليف الإلهي لها بسدِّ الثغرات والوقوف على الواجبات الجماعية، حفظاً لكيان الأمة، ودفاعاً عنها، وإعلاء لكلمة الله، وكشفاً للأخطاء والإخفاقات، ثم سعياً للعلاج بعد تحديد السبل والطرق، وذلك إعماراً للكون وإكمالاً لوظيفة الاستخلاف ومقاصد التسخير، فكان واجب الكفاية إذا قام به «البعض» بوجه أكمل سقط الإثم عن الباقين، بعد تحقق مقصد الشارع من سَنِّها.. ولأهمية هذه الواجبات في واقع الأمة ومستقبلها تم تكليف المجتمع والأمة القيام بـها، وحُمِّل إثمُ التفريطِ فيها على الأمة بأكملها، بما فرطوا في أمرٍ هو عظيم الخطر، في أغلب الأحيان، على مستقبل الأمة وكيانها ووظيفتها وطبيعتها الإرشـادية ،القيادية، الشاهدة على الناس كلهم.
 و يقول الشاطبي: « ... أن الواجب الكفائي قيام بمصالح عامة لجميع الخلق»
 2ـ تحصيل المصالح ودرء المفاسد :
يقول العز بن عبد السلام حول مقصود الشارع في الواجبات العينية والكفائية: «واعلم أن المقصود بفرض الكفاية تحصيل المصالح ودرء المفاسد دون ابتلاء الأعيان بتكليفه، والمقصود بتكليف الأعيان حصول المقصـود لكل واحد من المكلفين على حدته، لتظهر طاعته أومعصـيته، لذلك لا يسـقط فرض العـين إلا بفعل المكلف، ويسقط فرض الكفاية بفعل القائمين به دون من كُلِّف به في امتداد الأمر».
 3ـ الفروض الكفاية والعينية حقوق لله وواجبات على الأمة:
ذلك أن حقوق الله لها ارتباط بالحياة الاجتماعية للناس، لأنها إما تتعلق بالواجبات العبادية أو بالمصلحة العامة للأمة، لأن أغلب حقوق الله التي لها ارتباط بالصالح العام هي واجبات على الأمة كلها، إذ عليها يتوقف كيان المجتمع، والقيام بها نهوض بالمجتمع وقيام بمصالح الأمة، ومن ثم كان القيام بالواجبات الكفائية قياما ورعاية لحقوق الله.
4ـ تساوي الواجب العيني والكفائي في الأهمية:
 الواجب العيني والكفائي متساويان في الإيجاب والإلزام، لأن كلا منهما طلب الشرع الحنيف حصوله وحتم وجوده، ورتب عليهما العقاب على تركهما وعدم القيام بهما.
5ـ توقف الواجب العيني على الكفائي:
 فالفروض العينية لا يمكن القيام بها والامتثال لها إلا إذا وجدت الواجبات الكفائية والمصالح العامة،
يقول الشاطبي: «لا يقوم العيني إلا بالكفائي، وذلك أن الكفائي قيام بمصالح عامة لجميع الخلق» ، لأن الواجب الكفائي حفظ للأمة بالجهاد وضمان استقرار المجتمع بإقامة العدل عن طريق القضاء، ونشر للأمن ودفع للفتن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقق هذه المقاصد التي تخدمها الواجبات الكفائية يوجد المجتمع المستقر الآمن الذي يستطيع فيه الفرد أداء واجباته العينية والإمتثال للأوامر والنواهي الإلهية، «لأن الفروض العامة أو التضامنية، من الوجهة العملية، يتوقف عليها التمكن من أداء الفروض العينية «الفردية»، فما لم يكن هناك دفاع وجهاد، وما لم تظهر دولة إسلامية آمنة ذات سلطان، وما لم يتحقق العدل بالقضاء وفق أحكام الشريعة الإلهية، وهكذا، فإن أداء الفرد للفرض العيني، من عبادة أو زكاة أو نحو ذلك، قد يصبح متعذرا، بل إن حياة الفرد نفسه أو تمكنه من الحياة في حرية قد لا تكون ممكنة، وبقاء الدين نفسه يمكن أن يكون عرضة للخطر، فالفروض الكفائية أو التضامنية لها إذن هذه الأهمية العظمى، فيما يتعلق بحياة الأمة الإسلامية والدين»
 6ـ الواجب الكفائي فرض عين على الأمة كلها وقد يصير عينيا على بعض الأفراد.
 7ـ الواجب الكفائي لا يسقط إلا بتحققه :
وهذه من طبيعية الواجب الكفائي وهي غائبة أيضاً عن الأذهان إذ أن الواجب الكفائي تظل الذمة مشغولة به حتي يقع فعلا فإذا لم يتحقق لحق الإثم جميع الأمة ولا يسقط بتعيين القائم به حتي يقوم به فعلا.
 العنصر الرابع : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعظم مثال للواجب الكفائي .
إقامة مؤسسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن أنظمة متخصصة متطورة تكفل تحقيق الوظيفة دون تعسف في الفهم أو إساءة في الممارسة ومع بقاء دور الأفراد قائما بحماية قانونية تنظم قيامهم بهذا الواجب.
إذا تأملنا في هذا الزمان حال المسلمين وحال البلاد الإسلامية، لوجدنا ما يندى له الجبين، وتدمع له العين، من ضعف الدين، وعجز المسلمين، فأصبحت أمتنا في هذا الزمان أمة مستضعفة مستهدفة، تداعى عليها الأمم، كما تداعى الأكلة على قصعتها. واللوم ليس على الأعداء وحدهم، بل نلوم أنفسنا معشر المسلمين ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30] نعم بما كسبت أيدينا من معصية الله في التقصير في الواجبات، والوقوع في المعاصي والمحرمات.
**فرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
 ومن أبرز ما قصر به المسلمون في هذا الزمان واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي أدى إلى التقصير في أمور كثيرة من الدين، فبتقصير المسلمين في جانب الأمر بالمعروف، بدأ كثير من الناس مع الزمان يتهاونون بالمعروف مع الزمان شيئاً فشيئأ، فبدأ الأمر بترك النوافل والمستحبات، وانتهى بترك الفرائض والواجبات. وفي جانب التهاون في إنكار المنكر، بدأ كثير من الناس شيئاً فشيئاً بفعل المكروهات، وانتهى بهم الأمر إلى الوقوع في الفواحش والمنكرات. وقد اتفق علماء الأمة على القول بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما أثر عنهم من الأقوال مستدلين على ذلك بالكتاب والسنة، قال تعالي ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104] في الآية دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجوبه ثابت في الكتاب والسنة، وهو من أعظم واجبات الشريعة المطهرة، وأصل عظيم من أصولها، وركن مشيد من أركانها، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها ولم يكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً على هذه الأمة فحسب، بل كان واجباً من قبل على الأمم المتقدمة، كما دل على ذلك القرآن الكريم على النحو التالي:-
قال تعالى ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79].
 وترك النهي عن المنكر كان سبباً في استحقاق الكفار من بني إسرائيل اللعنة على ألسن الأنبياء داود وعيسى ابن مريم، لعنوا في التوراة والإنجيل وفي الزبور وفي الفرقان، ولو لم يكن النهي عن المنكر واجباً عليهم لما استحقوا اللعنة على تركه. وقال تعالى ﴿ وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [المائدة: 62، 63]. قال ابن كثير: يعني هلا كان ينهاهم الربانيون والأحبار عن تعاطي ذلك، والربانيون هم العلماء العمال أرباب الولايات عليهم، والأحبار هم العلماء فقط ﴿ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [المائدة: 63] يعني من تركهم ذلك.
وعن ابن عباس، قال: ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [المائدة: 63].
وقال القرطبي: ودلت الآية على أن تارك النهي عن المنكر كمرتكب المنكر فالآية توبيخ للعلماء في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [آل عمران: 21].
قال القرطبي: دلت هذه الآية على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان واجباً في الأمم المتقدّمة، وهو فائدة الرسالة وخلافة النبوة.
**فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
 إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل الأعمال وأشرفها، لما فيها من المزايا العديدة والفضائل الحميدة، ولما فيه من الخير العظيم للفرد والمجتمع، ومن ذلك على سبيل المثال ما يلي:-
 1- سبب في الخيرية: 
لقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الأمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، خير أمة أخرجت للناس، وذكر من أسباب هذه الخيرية أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]
 ومما يؤكد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للخيرية ما رواه الإمام أحمد عن درة بنت أبي لهب قالت: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال (خير الناس أقرؤهم وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم) (رواه أحمد في مسنده) .
ولا شك أن أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتسعى للناس بالخير، بدعوتهم إليه، وتبعد الناس عن الشر بتحذيرهم منه، هي أنفع أمة للناس.
 وكما أن هذا الفضل لهذه الأمة على سائر الأمم، فهو أيضاً فضل يتفاضل به أفراد هذه الأمة بعضهم على بعض، فمن قام منهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو أفضل من غيره، وهو خيرالناس للناس، ومن كان منهم أكثر بذلاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأكثر تضحية فلاشك أنه أفضل ممن هو دونه.
وفي المقابل فإن من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد زهد في هذه الخيرية، وتنصل من أخص وصف لهذه الأمة، وتشبه بأهل الكتاب الذين ذمهم الله سبحانه وتعالى لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 2- سبب في الفلاح: 
وكما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعله الله سبحانه سبباً لخيرية هذه الأمة، فقد جعله أيضاً سبباً للفلاح لمن قام به، كما في قوله سبحانه وتعالى ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].
والفلاح مكسب عظيم للإنسان فهو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، فلاح في الدنيا، وفلاح في الآخرة، فلاح في الدنيا بالحياة الطيبة، بما فيها من سعة الرزق، وصحة البدن، وأمن في الوطن، وصلاح في الأهل والولد، وغير ذلك الكثير من جوانب الحياة الطيبة. وفوق ذلك كله الفلاح بالآخرة بالفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، ورضوان من الله، ولذة النظر إلى وجهه الكريم، ومع ذلك النجاة من العذاب الأليم.
 فياله من فضل عظيم يحصل عليه الإنسان بقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخص صفات النبي صلى الله عليه وسلم:
 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي وصف بها في الكتب المتقدمة، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ... ﴾ [الأعراف: 157].
 وتظهر أهمية هذه الصفة إذا علمت أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مدار رسالة الرسل التي بعثوا من أجلها، فهم يدعون إلى كل خير ويحذرون من كل شر، فهو زبدة الرسالة ومدار البعثة.
 وعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا)[ أخرجه البخاري].
 4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أخص صفات المؤمنين: 
كما سبق بيان أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أخص صفات النبي صلى الله عليه وسلم فهو أيضاً أخص أوصاف أتباعه على دينه من المؤمنين، كما وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71] . ذكر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بهذه الصفات الحميدة أولها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثنياً عليهم بها، واعداً لهم بالرحمة عليها، وكان ذكر هذه الصفات بعد صفات المنافقين الذميمة، حيث كانوا ضد ما عليه المؤمنون من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حين قال ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 67، 68]. 
 فاستحق المنافقون والمنافقات على فعلهم هذا من أمرهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف أن نسيهم الله أي: (عاملهم معاملة من نسيهم )، وتوعدهم بجهنم، ولعنهم، وأعد لهم عذاباً مقيماً، فنسأل الله السلامة والعافية من هذه الحال. وقد ورد وصف المؤمنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في آيات أخر، منها قوله تعالى ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112].
وقوله سبحانه وتعالى ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41].
 ولو تأملنا هذه الصفات الواردة للمؤمنين في الآيات المذكورة لوجدنا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اقترن بأعظم الأعمال وأجلها، اقترن بالإيمان بالله، وبالصلاة والزكاة ونحوها.
فمن ذا الذي يرضى لنفسه أن ينسلخ من صفات المؤمنين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟!
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنجاة من الهلاك:
 والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر هم سبب نجاة المجتمع من الهلاك الذي ربما أصابه بسبب الذنوب الحاصلة، وتجاوز حدود الله سبحانه وتعالى بالمعاصي من ارتكاب المحرمات، والإعراض عن الواجبات، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك مثلاً بديعاً حين قال: (مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا. فإن يتركوهم وما أرادوا، هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)[ أخرجه البخاري في صحيحه].
والقائم على حدود الله هو المطيع لله، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وأما الواقع فيها فهو العاصي الذي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وفعله هو سبب هلاك المجتمع، كما أن من خرق السفينة كان سبباً في هلاك كل من كان في السفينة، ولكن إذا وجد في السفينة من يأخذ على يديه ويمنعه من فعله الأحمق كان سبباً في نجاته ونجاة كل من في السفينة، وكذلك إذا وجد في المجتمع من يأخذ على أيدي العصاة فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر يكون سبباً في نجاة هذه المجتمع من الهلاك العام الذي يشمل الصالح والطالح، كما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25]، وكما في صحيح البخاري من حديث زينب بنت جحش (رضي الله عنها) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول:((لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث). ولا يكثر الخبث في مجتمع من المجتمعات إلا إذا قل فيه أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 ولقد أشار الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إلى طائفة فيما مضى من الزمان كان سبب نجاتها هو النهي عن الفساد في الأرض حين قال سبحانه ﴿ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 116، 117].
 يقول ابن كثير (رحمه الله تعالى) في تفسيرها: فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض، وقوله: ﴿ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ أي قد وجد منهم من هذا الضرب قليل لم يكونوا كثيراً وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غضبه وفجأة نقمته، ولهذا أمر الله تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
ومما يدل على نجاة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إذا أراد الله إهلاك الظالمين ما قصه الله سبحانه وتعالى علينا في محكم كتابه عن بني إسرائيل حين قال ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 163 - 164].
يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات حال ثلاثة أصناف من بني إسرائيل، حينما نهاهم الله سبحانه وتعالى عن الاصطياد في يوم السبت، فصنف أهملوا النهي وتحايلوا في الاصطياد في هذا اليوم، ووقعوا فيما حرم الله سبحانه وتعالى عليهم، وصنف آخر لم يرتكبوا ما حرم الله عليهم فاعتزلوا ولم يأمروا ولم ينهوا، بل قالوا للمنكرين ﴿ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [الأعراف: 164].
أما الصنف الثالث فهم مع اجتنابهم المحرم وامتثال أمر الله سبحانه وتعالى فيه، لم يسكتوا على فعل الصنف الأول بل بادروا بالإنكار عليهم ونهيهم عن ارتكاب المحرم محتجين بقولهم ﴿ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 164].
فماذا كان جزاء كل صنف من هذه الأصناف؟ قال تعالى ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأعراف: 165] ، أنجى الله سبحانه وتعالى الذين ينهون عن السوء وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وأهلك الله الذين ظلموا وهم الذي وقعوا في الحرام. وأما الذين سكتوا فقد سكت الله سبحانه وتعالى عنهم ولم يبين حالهم، وقد اختلف المفسرون في مآلهم. والشاهد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنجاة إذا نزل العذاب على قوم.
6- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المكفرات: 
من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده أن جعل لهم من الأعمال الصالحة ما يكون سبباً لتكفير الذنوب، كالصلاة والصوم والحج ونحوها، ومن هذه المكفرات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما في الصحيحين من حديث حذيفة (رضي الله عنه) قال: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ كَمَا قَالَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: أَنَا،قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، وَكَيْفَ؟ قَالَ: قَالَ قُلْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَقَالَ عُمَرُ لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، إِنَّمَا أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ:أَفَيُكْسَرُ الْبَابُ أَمْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ)[ أخرجه البخاري].
7- أنه يزيد في الإيمان:
 من المعلوم في مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقد بين الإمام مسلم في صحيحه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يزيد به الإيمان حين قال: (باب كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان)
8- الأمر بالمعروف سبب في كسب الأجر الكثير: 
من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل هذا العمل العظيم سبباً لحصول الإنسان على ثواب عبادات لم يباشرها، فمن أمر بصلاة مثلاً كان له مثل أجر من صلاها، ومن أمر بصدقة أو صوم أو حج أو نحو ذلك من الطاعات، الواجبات أو المستحبات، كان له من الأجر مثل أجر من فعلها، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال:(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا))[ أخرجه مسلم في صحيحه].
 وكذلك في قوله:(من دل على خير فله مثل أجر فاعله)[ أخرجه مسلم في صحيحه].
والأمر بالمعروف دعوة إلى الهدى، و دلالة على الخير، وبالتالي فإن القائم بذلك يحصل من الأجر الشيء العظيم (نسأل الله من فضله). وأكمل الناس في هذا الجانب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فما عملت الأمة من خير إلا بدلالته إياهم. وكلما كان الإنسان أنشط في هذا الجانب، كان أكثر نصيباً من الخير الذي يحصل له بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الأجر الحاصل هو ثواب آخر، لأن الآمر بالمعروف حتى لو لم يستجب له المأمور فإنه مأجور على فعله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 9- في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نجاة من إثم القول:
 إن اشتغال الإنسان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوق ما يكسبه من الأجر الكثير والثواب الجزيل، فإنه يكون سبباً في سلامته من إثم القول، ومن عثرات اللسان، وقد قال المولى سبحانه وتعالى ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].
كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن كلام ابن آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حين قال: (كلام ابن آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله عز وجل)[أخرجه ابن ما جة في سننه].
 ***عقوبة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1ـ ظهور الذنوب والمعاصي وانتشار جميع أنواع المنكرات: 
إن السكوت عن قول كلمة الحق أو التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُجَرِّئُ أهل الباطل على نشر باطلهم، ويشجع أهل الفجور على التمادي في فجورهم، ولذلك "فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس"، فهو بسكوته يعين على نشر المنكرات والمعاصي، بل ويشاركهم في وزرهم إن كان قادراً على التغيير ولم يقم بذلك، وما ظهرت هذه الذنوب والمعاصي في أي أمة إلا بسبب سكوت أهل الحق وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
 2ـ استعلاء أهل الشر والفساد وسيطرة الأشرار على مقاليد الأُمور: 
ومن عواقب التخلي عن أداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ازدياد عدد المنحرفين وأهل الشر والفساد في الأرض، وانحسار عدد الصالحين وأهل الخير والتقى، وبازدياد عدد المفسدين والأشرار وانحسار عدد المصلحين والأخيار تكون الأجواء والظروف مهيأة لأهل الفجور للتمادي في انحرافهم وشرّهم وإفسادهم لعباد الله، وذلك لغياب من يردعهم، ومن يقف في وجوههم ليصدهم عن شرهم وفسادهم، حيث يأمنون من عدم الاعتراض وعدم الملاحقة، فتنطلق إرادتهم الضعيفة أمام الشهوات، وأنفسهم الشريرة من عقالها، فيعملون ما يحلو لهم، ثم يكون الأمر لهم ليسيطروا على مقاليد الأمور، ويوجهون الناس حسبما يرون ويشاءون، وتكون الكرّة لهم لملاحقة ومطاردة الأخيار والصالحين في جميع ميادين الحياة، ولا يبقى للأخيار والصالحين أي منفذٍ للنجاة أو النهوض بالأمر من جديد، فيعيشون الذل والامتهان إضافة إلى الأذى والتعذيب، وأعظم من ذلك تخلي الرعاية الإلهية عنهم، وعدم استجابة الله تعالى لدعائهم. وإذا علا الفجار والأشرار في المجتمع كان ذلك بداية للدمار والخراب كما أُثر عن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة قيل وكيف تخرب وهي عامرة، قال إذا علا فجارُها أبرارَها وساد القبيلةَ منافقوها".
 3ـ انتفاء وصف الخيرية عن الأمة:
ومن عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، زوال وصف الخيرية عن الأمة، لأنهم لم يستحقوا الثناء والمدح إلا لتحققهم بهذا الفعل، فإذا انتفى عنهم القيام بهذه الفريضة ينتفي عنهم الوصف بالخيرية، لأن انتفاء اللازم مستلزم لانتفاء الملزوم، قال الإمام القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ مدحٌ لهذه الأمة ما أقاموا ذلك واتصفوا به، فإذا تركوا التغيير وتواطأوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم، وكان ذلك سببا لهلاكهم"
 4ـ الهزيمة أمام الأعداء: 
من سنن الله تعالى أنه ينصر من ينصر دينه، وعلى العكس من ذلك فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب الهزيمة أمام الأعداء، وذلك أن الساكت عن قول كلمة الحق إما أنه ممن ﴿يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء: 77]،
وإما أنه قد انهزم أمام نفسه، واستسلم لهواه وشهواته، وأصبح لا يتمعر وجهه لمحارم الله تعالى، وفي كلا الحالين فهو لا يستحق نصر الله له، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم، فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء، فتوضأ، وما كلم أحدا، ثم خرج، فلصقت بالحجرة أسمع ما يقول، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني، فلا أجيبكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم»، فما زاد عليهن حتى نزل. فمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخافة المخلوقين الذين لا يملكون ضراً ولا نفعاً نزعت منه الهيبة أمام الأعداء، وفقدان هيبتها أمام أعدائها وما ذلك إلا بتخليها عن منهج ربها وتركها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام أمنها ومصدر عزتها، فإذا خذلت دينها وكتابها كان الجزاء من جنس العمل كما قال سبحانه: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160].
 ومن أعظم درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد في سبيل الله تعالى، الذي تخلى عنه كثير من المسلمين، ولم يحصدوا من وراء ذلك إلا حياة الذل والهزيمة، والاستسلام لأعداء الأمة. 5ـ سبب لعنة الله: عندما ترك بنو إسرائيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعنوا على لسان أنبيائهم، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: 79،78].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "﴿كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾ أي كان لا ينهى أحدٌ منهم أحداً عن ارتكاب المآثم والمحارم ثم ذمهم على ذلك ليحذر أن يرتكب مثل الذي ارتكبوه". قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا».
وزاد الطبراني: «أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم» قال خلف: «تأطرونه»: تقهرونه. وقال تعالي تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة: 159].
 6ـ نزول العقوبات العامة :
التخلي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً في جلب المصائب والعقوبات، وقد يكون سبباً في هلاكهم، ولو شاء الله أن يحاسب الناس على أفعالهم في الدنيا لما نجا أحد من عذاب الله كما قال سبحانه: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرا﴾ [فاطر: 45]،
 فالله سبحانه يعفو عن الكثير من ذنوب عباده بمنه وحلمه وكرمه. وهذه السنن جارية في العباد أفراداً ومجتمعات، فلا تنزل مصيبة بعبد إلا بسبب ذنب اقترفه أو معصية وقع فيها.
 فعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر»، قال: وقرأ: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30] .
 7ـ عدم استجابة الدعاء:
ومن عواقب ترك هذه الفريضة عدم استجابة الدعاء، فعن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{ والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم } رواه الترمذي وحسنه . ومعنى أوشك أسرع.
 8ـ الخسران في الدنيا والآخرة:
 ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب الخسران في الدنيا والآخرة، فلقد أقسم الله عز وجل في كتابه الكريم أن كل إنسان في هذه الدنيا في خسارة، إلا من حقق مراتب أربعة ذكرها الإمام ابن القيم عند قوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾ [العصر].
***نماذج رائعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
 هذا عبادة بن الصامت مرت عليه قِطارة وهو بالشام تحمل الخمر، فقال: ما هذه أزيتٌ؟ قيل: لا بل خمرٌ يباع لفلان . فأخذ شَفرة من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راويةً إلا بقرها. وأبو هريرة إذ ذاك بالشام فأرسل فلانٌ إلى أبي هريرة فقال : ألا تُمسك عنا أخاك عبادة ؛ أما بالغدوات فيغدو إلى السوق يُفسد على أهل الذمة متاجرَهم ، وأما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل إلا شتمَ أعراضِنا وعيبَنا. قال فأتاه أبو هريرة فقال: يا عبادة مالك وللأمير ذره وما حُمِّل .
فقال: لم تكن معنا إذ بايعنا على السمع والطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألا يأخذنا في الله لومةُ لائم . فسكت أبو هريرة رضي الله عن الجميع.

 ـ وعن سفيان الثوري قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه فلا أفعل فأبول دماً. 
ومن أخبارالعلامة منذر بن سعيد البلوطي المحفوظة أن أمير المؤمنين في الأندلس في زمانه عمل في بعض سطوح الزهراء قبة بالذهب والفضة وجلس فيها ودخل الأعيان ، فجاء منذر بن سعيد فقال له الخليفة كما قال لمن قبله : هل رأيت أو سمعت أن أحداً من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا ؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر ، ثم قال: والله ما ظننتُ يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ أنْ أَنْزَلَكَ منازل الكفار!! قال: لم ؟ فقال: قال الله عزوجل: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ(33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ(34) وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}الزخرف. فنكَّس الناصرُ رأسَه طويلا ثم قال: جزاك الله عنا خيراً وعن المسلمين ، الذي قلتَ هو الحق . وأمر بنقض سقف القبة .

 ـ قال مالك بن دينار: حدثني فلان: أن عامربن عبد قيس القدوة الزاهد مرَّ في الرحبة وإذا رجل يُظلم ، فألقى رداءه وقال: لا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي. فاستنقذه . ويروى أن سبب إبعاده إلى الشام كونه أنكر وخلَّص هذا الذمي ،قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)}المائدة.

الخاتمة:
 أيها المؤمنون....
 إن قيامنا بواجب فروض الكفاية وخاصة في فريضة المر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى المستوى الفردي والجماعي مؤذن بتوفيق الله ، وانحسار المنكرات ، وإلا فإن السيل قد يجرف ما يمر به في طريقه ، ويغلبنا السفهاء والفجار على أنفسنا ،وأهلينا،وحرماتنا، ومقدساتنا . وتعم المفاسد والشرور . فعلي كل منا أن يقوم بدوره فالمر بالمعروف ليس مهمة فئة دون فئة وإنما مهمة كل مسلم غيور علي دينه ووطنه والكل مسئول أمام الله تعالي كما قال تعالي  {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}[الصافات] .
فعلي كل منا أن يعمل علي تبرئة ساحته أمام الله عز وجل يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الصافات].
 فاللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا واجعلنا من عبادك السعداء.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
آمين يارب العالمين

ليست هناك تعليقات: