هناك صفات للفرد المسلم يجب ان بتحلى بها حتى يصنع نهضة الامة وعزتها وكرامتها وهى :-
1- سليم العقيدة
2- صحيح العبادة
3- متين الخلق
4- حريصا علي وقته
5- نافعا لغيره
6- قوي البدن
7- قادرا علي الكسب
8- منظما في شئونه
9- مثقف الفكر
10- مجاهد لنفسه
العنصر الأول : سليم العقيدة
إن الإسلام لا يقبل من أتباعه ظن أو شك في عقيدتهم بل يقبل منهم أن يكون كل فرد صاحب عقيدة صحيحة ليس فيها أي انحرافات أو شكوك .
فمن العقيدة : أن لا يسأل أحد إلا الله وألا يستعن إلا بالله وأن يعلم ويوقن ويعتقد بأن النافع والضار هو الله وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم : ( يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك . ) الحديث
ويعتقد بأن المعز والمذل والمالك للملك هو الله وهو العاطي وهو المانع : " قل اللهم مالك الملك ...... " آل عمران
والالتجاء وتفويض الأمر وحده " وأفوض أمري إلي الله ........... " غافر
وعلي المسلم أن يترك الأمور الشركية مثل : اعتقاد النفع والضر بيد فلان .
من الأمور الجاهلية المفسدة للعقيدة ( الشيخ فلان – مولد سيدي فلان - ......... )
وأن لا يذبح إلا لله ولا يذبح لغيره وعدم تقديم القربان لأحد غير الله " قصة رجلان طلب من أحدهما تقديم ذبابة لصنم حتي يخفف عنهما ما هم فيه ، فقدم أحدهما فأشرك ولم يقدم الآخر فنجا بإيمانه وعقيدته
العنصر الثاني : صحيح العبادة
وهي أن يؤدي المسلم عبادته ليس فيها نقصان . ولذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " ذكر قصة رجل كان ينقر الصلاة ورآه النبي صلي الله عليه وسلم .
ينظر المسلم الذي يريد أن تكون عبادته سليمة إلي أحوال الصحابة والتابعين والصالحين ويصبر نفسه علي العبادة السليمة الصحيحة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا . وهي عبارة تؤدي علي وجه الإخلاص . قال الله تعالي : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين "
وهي عبادة تحتاج إلي الطهارة الداخلية والخارجية : داخلية بنقاء القلب من الأحساد والضغائن والكراهية وسلامة الصدر ( قصة عبد الله بن عمر الذي ذهب عند رجل قال عنه صلي الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة فبات عنده ثلاث )
وطهارة خارجية وهي حسن الوضوء وطهارة الملبس .
وسليم العبادة إذا وقف ليؤديها كان في خشوع تام تاركا الدنيا وراء ظهره ( قصة من قطعت رجله في أثناء الصلاة من الصحابة )
العنصر الثالث : متين الخلق
" وإنك لعلي خلق عظيم " وهو الذي لابد أن يتحلى به كل مسلم لأن رسوله أتي بهذه الخصلة والأمر الجميل . قال صلي الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهي من شيم الكرام لا من صفات اللئام . ويقصد بذلك أن تكون أخلاقه قوية لا تتزحزح لأغراض الدنيا وشهواتها وملذاتها ولا يغره كل ذلك لأنه صاحب مبدأ وأخلاق كريمة ورثها عن حبيبه محمد صلي الله عليه وسلم وفي ذلك أحاديث كثيرة .
1- قوله صلي الله عليه وسلم : " إن من أحبكم إلي وأقربكم من مجلسا يوم القيامة ........ "
2- قوله صلي الله عليه وسلم : " أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوي الله وحسن الخلق "
3- قال صلي الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا ....... "
ولحسن الخلق أركان ( الصبر – العفة – الشجاعة – العدل - ............ )
وما انتشر الإسلام إلا بحسن الأخلاق كما حدث في العهد الأول من التاريخ الإسلامي المشرق .
أخلاقه صلي الله عليه وسلم (( مع أهل بيته – مع أرحامه – أصهاره – في العمل – في الشارع – مع الجيران – في السفر ))
العنصر الرابع - حريصا علي وقته
لأنه لابد أن يعلم أن : الوقت هو الحياة . كما قال أحد الصالحين .
قال الحسن البصري : " ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي .................... "
سيدنا أبو بكر الصديق في سكرات الموت يبكي علي ساعة لم يذكر الله فيها والعاقل من يدرك شرف زمانة : قال صلي الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد .................... "
قال بن مسعود : " ما ندمت علي شيء ندمي علي يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي "
وقال تعالي : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون .......... "
قوله صلي الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ "
قوله صلي الله عليه وسلم : " أغتنم خمسا قبل خمس .......... " ومن ذلك :-
حرص الصحابة علي أوقاتهم : أبو بكر حكم سنتين ونصف فعل أمور كثيرة منها : - ( قضي علي الردة – جمع القرآن – رد الأمة إلي منهج القرآن – حول المحن إلي منح )
سيدنا عمر رضي الله عنه : حكم عشر سنين وستة أشهر( فتح المسجد الأقصى – انتصر علي الفرس والروم - ......... )
سيدنا عمر بن عبد العزيز : في سنتين ونصف كانت له أعمال كثيرة .. ( سدد الديون – زوج الشباب – أغني جميع الفقراء – من لم يحج وليس معه شيء فحجه علي بيت مال المسلمين .. )
أين نحن من الأعمار التي تمر والسنين التي تكر ......
أيام وساعات أمام شاشات التليفزيون [ أفلام – مسلسلات – مباريات ، ...... وضاع العمر دون عمل يرضي الله ]
العنصر الخامس : نافعا لغيره
قال صلي الله عليه وسلم : " الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ ........... "
قال صلي الله عليه وسلم : " حق المسلم علي المسلم خمس ... وإذا استنصحك ..... "
النصح للأب – للبنت – للأولاد – للأصدقاء – للجيران – للعلماء – للحكام .
النفع للناس جميعا بأن يكون المسلم كالشجرة التي تنفع الناس جميعا بظلها وثمارها وبذلك يترك الأنانية وحب الملذات بأن لا يكون نافعا لنفسه وحدها ولكن لابد أن يكون نفعه لغيره لأهله – لوطنه – لأمته – لأصدقائه – جيرانه – وكل ذلك لا يبتغي فيه إلا وجه الله تعالي .
العنصر السادس : قوي البدن
قال صلي الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلي الله ........... "
قال تعالي : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ............ "
فالقوة مطلوبة لكل مسلم ، قوة بدنية يحتاج إليها في العبادة ويحتاج إليها في الجهاد فبغير القوة البدنية تكون عبادته ضعيفة وفي الجهاد لا يستطيع أن يقوي علي السير أو حمل السلاح
سيدنا عمر – وكثير من الصحابة والتابعين أمثلة ونماذج في هذا الأمر .
العنصر السابع : قادر علي الكسب
إنسان قادر علي الكسب فهو إنسان يستطيع أن يعيش وأن يحيا ، فبغير الكسب لا حياة ولا وجود بين الناس فمن أين يأكل ؟ ومن أين يقاوم مصاعب الحياة !
ولابد أن يكون الكسب من حلال حتى يهنأ بالحياة الطيبة ومثال في ذلك :-
[ أيام سيدنا عمر وجد رضي الله عنه : رجلا نائما في المسجد لا كسب له ..... ] "القصة " أخوك أفضل منك
تحري الحلال في الكسب لاستجابة الدعاء " اجعلني مستجاب الدعوة " يا سعد أطب مطعمك "
وقال صلي الله عليه وسلم : " لأن يأخذ أحدكم حبله ويذهب إلي الجبل فيحتطب خير له "
العنصر الثامن : منظما في شئونه
الإسلام دين النظام لا يعرف الإفراط والتفريط في حق النفس فهل من المعقول أن يترك الإنسان من نفسه هكذا بدون اهتمام ؟
لقد حدث ذلك أيام النبي صلي الله عليه وسلم رأي رجلا مهلهلا في ملابسه ومنظره تاركا شعره دون أن يهتم بنفسه فمثله لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يشبه الشيطان ثم قال " من كان له شعرا فليكرمه " وهذا إهتمام بالمظهر العام فلا بد أن يكون ذلك في حاجته حتى لا يشمئز منه الناس ويتركونه ولا يكون له قيمة في المجتمع .
العنصر التاسع : مثقف الفكر
وذلك بأن يكون عنده وعي تام لما يحدث في هذا العالم وهذا الكون وعلي أقل القليل أن تكون لديه ثقافة بمجتمعه الذي يعيش فيه من حوله وأحوال وطنه الإسلامي وأمته الإسلامية
" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " وأن تكون لديه ثقافة فكرية دينية حتى يعلم أمور دينه أولا ويعلمها غيره من أهله وإذا حدث موقف لأحد من غير المسلمين استطاع بثقافته الفكري الدينية أن يرد ويدفع عن دينه هذه الشبهات .
وأن تكون لديه أيضا ثقافة سياسية – وعي سياسي – واقتصادي – أو شيء من ذلك علي الأقل حتى يكون ملما ببعض جوانب الحياة ويدري ماذا يحدث حوله ؟
العنصر العاشر : مجاهدا لنفسه
وهذه الصفة من صفات الفرد المسلم بأن يجاهد نفسه في كل شيء ، يجاهد نفسه علي الطاعة والاستمرار فيها لأن من لم يجاهد نفسه في هذه الأمور لا يستطيع أن يجاهدها فيما هو أشد وأقوي وكما قيل :
من لم يلبي حي الصلاة لا يلبي حي الجهاد .
يجاهد نفسه في الطاعة بأن يأخذ بكافة الوسائل التي تعينه عليها ويجاهد نفسه علي المعصية بأن يوقفها ويلجمها عن شهواتها وملذاتها ولا يترك لنفسه فرصة واحدة حتى لا توقعه في مخاطرها فهو بذلك يجاهد نفسه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق