11 فبراير 2023

الإسراء والمعراج دروس وعبر




الحمد لله رب العالمين. أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى  .فقال تعالي 
}سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1){ ]الإسراء[
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.  له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ، جعل الشرف كله في العبودية له سبحانه وتعالي فقال تعالي } فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (10){ ]النجم[
وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه  يقول النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم}كلكم يدخل الجنة إلا من أبى قالوا ومَن يأبى يا رسول الله قال مَن أطاعني دخل الجنة ومَن عصاني فقد أبى{
اللهم صلِّ وبارك على هذا النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ......
أما بعد .. فيا أيها المؤمنون
كانت الأحداث التي أحاطت بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم  مقدمةً لمعجزة الإسراء والمعراج فكانت هذه المعجزة تسرية وتسلية لرسول الله واحتفاءً به في ملكوت السموات بعدما لاقى من عنت القوم ووفاة زوجته وعمه ولجوئه إلى الله مناجيًا لما يلقاه من أهل الأرض فيقول له ربه تعالى :} وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128){ ]النحل[
وهذه إشارة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم  أنَّ ربَّه الذي كلَّفه بهذه الرسالة السامية بلا شك سينصره رغم هذه الشدائد فهل تعلمت الأمة من رسولها.
أيها المسلمون إن الحديث عن الإسراء لا نريد به القصة بقدر ما نريد منه الدروس والعبر فالأحداث العظيمة تتم وتقع لنتعلم منها ونخرج منها بالدروس والعبر التي نسير عليها
 الدرس الأول : التسبيح وذكر الله عز وجل:
تبدأ السورة بكلمة سبحان فيها التنزيه والتعظيم والإجلال لصاحب هذه المعجزة من ألفها إلى يائها فكانت المعجزة كلها بقدرة الله عز وجل ولكن الأمةَ تتعلم درس التسبيح والتعظيم والتمجيد لله عز وجل أن تعيش الأمة مسبحه لله أن تعيش الأمة ذاكرة لله أن تعيش الأمة لسان كل فرد فيها رطب بذكر الله أن تعيش الأمة موصولة بذكرها وتسبيحها لله عز وجل لما لا تعيش الأمة مسبحة لربها والكون كله مسبح لله تعالى ، والله تعالى يقول: }وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ (44){ ]الإسراء[
 فالكون كله مسبح لله عز وجل ذكرًا لله تبارك وتعالى فكل عبادة في هذا الدين الحنيف لها حد ووقت إلا الذكر ليس له حد ولا وقت ولا حال يقول تعالى:}إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191){ ] آل عمران[ .
 فينبغي أن تعيش الأمة مسبحة لله وذاكرة لله، فيروي عبد الله بن بسر رضي الله عنه ، أنَّ رجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ شَرائِعَ الإسلامِ قد كَثُرَت عليَّ، فأخبِرْني بشيءٍ أتشَبَّثُ به، فقال: }لا يزالُ لِسانُك رَطبًا مِن ذِكرِ اللهِ تعالى]{ صحيح الترمذي[
والتسبيح كان وصية خليل الله إبراهيم للمعصوم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في هذه الرحلة المباركة ، فعندما صعد النبي  صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم  إلى السماء السابقة وجد خليل الله إبراهيم ساندًا ظهره إلى البيت المعمور فقال: }له يا محمد أقرأ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنةَ طيبة التربة وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله{ ] حديث حسن أخرجه الترمذي من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه [
وهذا نبي الله سليمان الذي آتاه الله ملكًا لم يعطه لأحد قبله ولم يعطه لأحد بعده يعلم الرجل الذي تعجب من ملك آل داود فقال سبحان الله لقد آتى الله آل داود ملكًا عظيمًا فقال له يا رجل أن قولك سبحان الله هي أعظم عند الله من ملك آل داود.
من هنا نقول إن الدرس الأول هو التسبيح والذكر لله عز وجل، بمعنى أن يكون للمرء ورد ذكر في يومه وليلته..
فهل شغلنا أنفسنا بالذكر وكانت ألسنتنا رطبةً بذكر الله عز وجل ، وهل تعلَّمنا كيف نغرس لأنفسها في جنة الله؟
الدرس الثاني : مكانة المسجد
ربط الرحلة في بدايتها ونهايتها بالمسجد، فالخروج من مسجد وإلى مسجد لتعلم الأمة قيمة المساجد ومكانتها في الإسلام، فهو بيت الأمة الذي اهتمَّ به رسول الله  صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في بداية بناء دولة الإسلام، فالمسجد له مكانته وله دوره في الإسلام الذي لا بد أن يعود دور المسجد ورسالة المسجد حتى يتخرج من الرجال الذين يحملون دعوة الله ويبلغون رسالة الله الذين قال الحق فيهم:}فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38){.]النور[
والمسجد هو قلب الأمة وبيت كل تقي كما ورد في الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: }المسجدُ بيتُ كلِّ تقيٍّ ، وتكفَّلَ اللهُ لمَن كان المسجدُ بيتَهُ بالرُّوحِ والرَّحمةِ ، والجَوازِ على الصِّراطِ إلى رِضوانِ اللهِ ، إلى الجنَّةِ { ]البيهقي في شعب الإيمان[
الدرس الثالث : طلاقة القدرة الإلهية :
لقد كان حدث الإسراء في جزءٍ يسير من الليل، حيث يقول سبحانه:}سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً{، عندما بدأت سورة الإسراء بقول الله عز وجل: ﴿ سُبْحَانَ ﴾ تفيد أن الإسراء والمعراج لا يخضع لقوانين الأرض ، حيث أن النبي صلي الله عليه يخرج من بيت أم هانئ بمكة المكرمة إلي بيت المقدس في فلسطين ويصلي بالأنبياء إماما ثم يُعرج به إلي سدرة المنتهي ثم يعود والفراش مازال دافئًا .
هذا الأمر لا يخضع لقوانين الأرض تمامًا وإنما يخضع لحكمة ربانية،
فهذا الحدث يدل دلالةً قاطعةً لا شكَّ فيها على قدرة الله عز وجل الخارقة، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، وهذه عقيدة راسخة عند كل مسلم رسوخ الجبال لا تزعزعها الشبهات ولا تتنازعها الأهواء، وما دام هذا الأمر مُسلَّمًا به عند كل مُسلِم فلا بد أن يركن المسلم إلى هذه القوة الخارقة ويستندَ إليها ويحتميَ بها، وإن وقفَ العالمُ كله أمامه فهو قويٌ باعتصامه بالله.
 فنحتاج أن نؤمن بقدرة الله تعالي ، بقدرة من يقول للشيء كن فيكون ،  الإيمان بعالم الغيب والشهادة ، الإيمان بأنه تعالى على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء، يدخل في ذلك الإيمان بقدرته على العقاب، والإيمان بقدرته على العذاب، والإيمان بقدرته على الانتقام ممن عصاه ،فقد أخبر الله تعالى بعموم قدرته أنهَّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ،ولا يخرج عن قدرته شيء.
فالله جلّ جلاله خلق الكون بسماواته ، وأرضه، وخلق العوالم، وعلى رأسها الإنسان وفق أنظمة بالغة الدقة ، وأَمَره أن يأخذ بالأسباب ، ومن رحمتة بالإنسان أن خلق له العقل ليقوده إلي مسبب الأسباب إلي خالق السماوات والأرض ، أسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدلان على الحكيم الخبير
فيجب على المسلم أن يزداد إيمانه بالله عز وجل ، وأن يأخذ بالأسباب متوكلاً على رب الأسباب .
فالأمر بالأخذ بالأسباب من لوازم الإيمان بالله تعالي ولكن لابد أن نلفت الانتباه إلي أمور لابد منها وهي :
ـ أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ لناقته فقال صلى الله عليه وسلم:}اعقلها وتوكّل { [سنن الترمذي].
وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل اللّه تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : «لا تبشّرهم فيتكلوا» دليل على أنه لابد من بذل الأسباب وعدم الاتكال.    
ـ نأخذ الأسباب وإن كانت ضعيفة في نفسها:
ولذلك أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟
لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب.
ولما أراد الله أن يطعم السيدة مريم وهي في حالة وهن وضعف أمرها أن تهز جذع النخلة؛ لأن السبب يتخذ ولو ضعف.
ورحم الله القائل :
توَكَّلْ عَلَى الرَّحْمَنِ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ        وَلا تَرْغَبَنْ فِي العَجْزِ يَوْمًا عَنِ الطَّلَبْ.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِمَرْيَمٍ                    وَهُزِّي إِلَيْكِ الجِذْعَ يَسَّاقَطِ الرُّطَبْ.
وَلَوْ شَاءَ أَنْ تَجْنِيهِ مِنْ غَيْرِ هَزَّةٍ                  جَنَتْهُ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ سَبَبْ
ـ الاعتماد علي الأسباب شرك وترك الأسباب معصية  :
ربما يظن الإنسان أن الأسباب وحدها تخلق النتائج، ثم اعتمد على الأسباب وحدها، ولم يعبأ بخالق السماوات والأرض، وقع في الشرك، عندئذ يتفضل الله على هذا الإنسان الذي وقع بالشرك الخفي فيؤدبه بتعطيل فاعلية هذه الأسباب، فيفاجأ بنتائج غير متوقعة، ومن ترك الأخذ بالأسباب متوكلاً في زعمه على الله فقد عصى، ومن أخذ بالأسباب واعتمد عليها وألهها ونسي الله فقد أشرك. 
نحن أمام عَالَم غربي وعَالَم شرقي، العالَم الغربي أخذ بالأسباب، واعتمد عليها، وألهها، واستغنى عن الله عز وجل، فوقع في وادي الشرك، والعالَم الشرقي لم يأخذ بها أصلاً فوقع في وادي المعصية، لا الفريق الأول على حق ولا الثاني على حق، ولكن الحق أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
وهذه حكمة الله عز وجل من وقوع سيدنا إبراهيم في أيدي قومه وإحراقه
وتعطيل الأسباب :
فنجد أن قوم سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام عبدة الأوثان، جاؤوا به عليه السلام بعد أن حطم أصنامهم، وأوقدوا له ناراً هائلةً ليحرقوه، ليحرقوه أمام آلهتهم، ليكون إحراقه انتقامهم من سيدنا إبراهيم، وانتقاماً لآلهتهم، جاؤوا بالحطب، فأوقدوا النار العظيمة، كل شيء مُعدٌ لتمجيد آلهة غير الله سبحانه وتعالى، والسؤال هنا مناقشة دقيقة، لماذا سمح الله لهم أن يأتوا بإبراهيم ليحرقوه بالنار أمام آلهتهم، وهو رسول الله ؟
كان من الممكن أن يختفي إبراهيم عليه السلام، ولا يظـهر، وعندئذ ينجو إبراهيم من الحرق، ولكنْ لو حدث هذا لقالوا:
 لو قبضنا على إبراهيم لأحرقناه، وعندئذ ستظل قوة الآلهة المزيفة مسيطرة على عقولهم، وأنها تنفع من يعبدها وتضر من يؤذيها، لذلك لابد من أن يقع سيدنا إبراهيم في أيديهم، قبضوا عليه، ليشهد القوم عجز آلهتهم المزعومـة أمام قدرة الله، وكان من الممكن أن يطفئ الله النار بسبب أرضي، كأن ينزل أمطاراً غزيرة جداً، فلو حدث هذا لقالوا: إن آلهتنا قادرة على أن تحرق إبراهيم، ولكن السمـاء أمطرت، ولو أن السماء لم تمطر لانتقمت آلهتنا منه بالحرق، ما الذي حدث ؟
الذي حدث لحكمة بالغة أن إبراهيم عليه السلام لم يختفِ، بل وقع في أيديهم، وأن النار لم تنطفئ، بل ازدادت اشتعالاً، ثم ألقوا بإبراهيم في النار، فإذا الله سبحانه وتعالى يعطل فاعلية الأسباب  هنا الشاهد  يعطل فاعلية الأسباب، ويبطل إحراق النار، وتكون النار برداً وسلاماً على إبراهيم، قال تعالى: }قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ (69) {  ]الأنبياء[.
أحياناً الله عز وجل يؤخر الفرج إلى قبيل الدمار، ثم يتدخل ربنا جلّ جلاله لحكمة بالغة فيلغي كل تخطيط الطرف الآخر.
ولنسأل أنفسنا، ماذا سيكون لو أن الأمر الإلهي كان ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً ﴾ لأُلغِيَ مفعول النار إلى أبد الآبدين، ولمات إبراهيم عليه السلام من البرد، ولكن قال تعالى: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً ﴾ لا إلى أبد الآبدين، ولكن:﴿ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ على إبراهيم وحده.
دقة النص القرآني: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً ﴾.لئلا يموت من البرد، ﴿وَسَلَاماً﴾. ولئلا يلغى مفعول النار
فالأسباب سنة من سنن الله الكونية ومن أخذ بها أعطاه الله عز وجل ، فعن جابر ابن عبدالله رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم :}إنَّ لكلِّ دَاء دَوَاءً، فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ، بَرَأ بإذن الله { [أخرجه مسلم] .
لا يكفي أن تأخذ الدواء لابدّ من أن يسمح الله للدواء أن يفعل فعله، فأنت مع المرض بحاجة إلى أن تأخذ بالأسباب، وأن تدعو الله أن يشفيك.
لذلك عاش النبي صلى الله عليه وسلم بقوة اليقين في الله تعالى القوي القادر على كل شيء لم يتسرب اليأس إلى قليه ، يتضح لنا يوم أن كان في رحلته للطائف وما أدراكم ما حدث في الطائف ،وأراد العودة إلي مكة ، قال زيد بن حارثة: كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فَرَجاً، إن الله ناصر نبيه ومظهر دينه .
منتهي اليقين بالله القوي القادر، قال تعالى }وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا(98){ ]الكهف[
فالحياة لا تخلو من الشدائد, وعلى المؤمن الثبات واليقين في الله تعالي هو المفرج لكل الكروب المخفف لكل الهموم , وتلك هي السعادة الحقيقية، ولقد وضع الله عز وجل لنا البشريات التي تبعث في النفس الأمل واليقين في الله تعالي ..
 فلقد بشرنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم بوفرة المال في أيدي الناس ، فيروى أبوهريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:}لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لَا أَرَبَ لِي{ ]متفق عليه[.
ويؤكد حديث أبي موسى مرفوعًا: }ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب, ثم لا يجد أحدًا يأخذها منه{ ]متفق عليه[.
وهذا كله دليل على ظهور الرخاء ورغد العيش, وزوال الفقر من المجتمع, بحيث لا يوجد فقير يستحق الصدقة أو يقبلها وهذا من بركات عدل الإسلام, وأثر الإيمان والتقوى في حياة الناس, كما قال تعالى:}وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ(96){ ]الأعراف[
الدرس الرابع : صاحب الحق يكفيه دليل واحد وصاحب الهوي لا يكفيه ألف دليل :
كانت معجزة الإسراء والمعراج بمثابة إقامة الحجة علي المشركين الذين قالوا للنبي صلي الله عليه وسلم }وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) { ]الإسراء[
اقترح المشركون على النبي صلي الله عليه وسلم أن يرقى في السماء، فجاء الجواب من عند الله: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا}.
فلما رقي في السماء بعد، لم يذكر قط أن ذلك رد على التحدي أو إجابة على الاقتراح السابق.
وهذا الصديق صاحب الحق لقد سعى رجال من قريش  إليه رضي الله عنه يخبرونه, بخبر الإسراء والمعراج, فقال كلمة الإيمان: لئن كان قد قال لقد صدق, فقالوا له: أتصدقه على ذلك ؟ قال: إني لأصدقه على أبعد من هذا, أصدقه على خبر السماء) يريد رضي الله عنه مجيء جبريل عليه السلام بالوحي من السماء في زمن وجيز من ليل أو نهار.
فدائما نجد صاحب الهوي يجادل ويماري رغم وجود الأدلة الواضح أمامه فعدم إذعانه للحق بسبب الهوي الذي يعبده صاحب الهوى لا حكَمَةَ له ولا زمام، ولا قائد له ولا إمام، إلهه هواه، حيثما تولت مراكبه تولى، وأينما سارت ركائبه سار، فآراؤه العلمية، وفتاواه الفقهية، ومواقفه العملية، تبع لهواه، فدخل تحت قوله تعالى: { أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) َ{ ] الجاثية[
وقوله تعالي :}فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50){ القصص[.
الدرس الخامس: لماذا الإسراء إلى الأقصى..؟!
لقد كان من الممكن أن يكون المعراج من المسجد الحرام إلى السماء مباشرةً، ولكن أُسري بالنبي  صلى الله عليه وسلم  من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السموات العلى، وهذا الربط بين المسجدَين يدل على أهميتهما بالنسبة للمسلمين، وطالما بقِيَ هذان المسجدان في حوزة المسلمين عاش المسلمون في عزة، وإن فُقد أحدُهما أو كلاهما عاش المسلمون في ذُلٍّ وهوان وضعف، وأصبح الخطر يهدد حياةَ المسلمين في كل مكان، وهذا ما نراه اليوم من أحوال المسلمين؛ حيث المسجد الأقصى أسيرٌ في أيدي اليهود ، والمسلمون لا حولَ لهم ولا قوة، ولكن لا بد أن نعلم علم اليقين أنه لن تعود عزتُنا إلا إذا عاد هذا المسجد إلى حظيرة المسلمين وتم تطهيره من رجس اليهود.  
كما أن للمسجد الأقصى فضائلَ كثيرةً جعلت له أهميةً كبرى عند المسلمين، وتوثقت مكانته في نفوس المسلمين بحادثة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة العقائديَّة التي اختص بها رسول الله  صلى الله عليه وسلم فهو أولى القبلتين؛ حيث كان المسلمون الأوائل يتجهون في صلاتهم ناحية المسجد الأقصى، كما أنه ثالث الحرمين، وإليه تُشد الرحال للصلاة فيه؛ حيث إن الصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:}لا تشدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى{  ]متفق عليه[.
كما ورد عن أبي الدَّرداء مرفوعًا: }الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة, والصلاة بمسجدي بألف صلاة, والصلاة في بيت المقدس بخمس مائة صلاة{.
وقد بارك الله عز وجل حوله؛ حيث قال تعالى: ﴿الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ كل هذه الفضائل التي جُمعت للمسجد الأقصى تجعلنا نُدرك أهميته، ولماذا كان الإسراء إليه ولم يكن لغيره ؟!
كما أنه يقع على عاتق كل مسلم فكّ أسْر هذا المسجد وإرجاعه إلى حوزة المسلمين، وقد ربطتِ الرسالة المُحَمَّدية بين مكانة كلٍّ منَ المسجد الحرام بمكة المكرمة ومسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقُدس المشرفة، وفي مجال التقديس لمكانة القدس ، قام الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالسفر إلى فلسطين عندما اشترط أهلها أن يتسلم مفاتيحها أمير المؤمنين بنفسه وكان لهم ما أرادوا، وهذه هي المدينة الوحيدة في عهد الراشدين التي تولى خليفة بنفسه تسلم مفاتيحها.
وقام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكتابة العهدة العمرية التي أمن فيها النصارى على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها .
وأما القائد المسلم الملهم صلاح الدين الأيوبي فقد آل على نفسه ألا يبتسم حتى يحرر بيت المقدس من سيطرة الصليبيين وكان له ما أراد في عام 583هـ
 (4 يوليو 1187م) ، وتم فتح بيت المقدس في 27 رجب من عام 573هـ
 (2 أكتوبر 1187م) بعد استعمار صليبي دام 92 عاماً.
ولقد استمر الحكم الإسلامي لفلسطين نحو من 1200 سنة حتى عام 1917م وهو أطول فترة تاريخية مقارنة بأي حكم آخر.
ولمكانتها العظيمة في نفوس الصحابة والتابعين فقد نزل إليها عدد كثير من الصحابة والتابعين والفقهاء.
ـ وهناك لفتة أخرى نأخذها من الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهي إعلان وراثة الرسول صلى الله عليه وسلم لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، وفي هذا يقول صاحب الظلال: "والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، إلى محمد خاتم النبيين صلي الله عليه وسلم وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعًا، وكأنما أُريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها جميعًا، فهي رحلة ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان، وتشمل آمادًا وآفاقًا أوسع من الزمان والمكان، وتتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تتكشف عنها للنظرة الأولى".
ـ والناظر في سورة الإسراء يري أن الله تعالي ذكر قصة الإسراء في آية واحدة فقط ، ثم أخذ في ذكر فضائح اليهود وجرائمهم ، ثم نبههم بأن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ، فربما يظن القارئ أن الآيتين ليس بينهما ارتباط ، والأمر ليس كذلك ، فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أن الإسراء إنما وقع إلى بيت المقدس؛ لأن اليهود سيعزلون عن منصب قيادة الأمة الإنسانية ، لما ارتكبوا من الجرائم التي لا مجال بعدها لبقائهم على هذا المنصب، وإن الله سينقل هذا المنصب فعلا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ويجمع له مركزي الدعوة الإبراهيمية كليهما، فقد آن أوان انتقال القيادة الروحية من أمة إلى أمة؛ من أمة ملأت تاريخها بالغدر والخيانة والإثم والعدوان، إلى أمة تتدفق بالبر والخيرات، ولا يزال رسولها يتمتع بوحى القرآن الذي يهدى للتي هي أقوم‏ ، ويؤكد علي ذلك إمامة الرسول صلي الله عليه وسلم بالأنبياء في المسجد الأقصي. 
الدرس السادس: الصلاة معراج المؤمن :
إذا كان الله تعالى أكرم عبده ونبيه محمدًا صلى الله عليه وسلّم  بالعروج إليه، حيث صعد إلى سدرة المنتهى ، فقد أكرم أمة النبي صلى الله عليه وسلم وجعل لها معراجاً كل يوم حيث فرض الصلاة عند سدرة المنتهى إكراماً له ولأمته ، فالصلاة معراج المؤمنين الروحي، حيث يتفيؤون خلالها كلَّ يومٍ ظلال القرب من رب العالمين ، وبها يسمو وبها يعلو، فيها يُخاطب المصليِّ ربه خطاب مشافهة، فيقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، لأنه واقفٌ بين يدي ربه، مستشعرٌ جلالته وعظمته ، ممتلئ قلبه من مهابته وخشيته، كما جاء في الحديث ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى نُخَامَةً في القِبْلَةِ، فَشَقَّ ذلكَ عليه حتَّى رُئِيَ في وجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بيَدِهِ، فَقالَ: إنَّ أحَدَكُمْ إذَا قَامَ في صَلَاتِهِ فإنَّه يُنَاجِي رَبَّهُ، أوْ إنَّ رَبَّهُ بيْنَهُ وبيْنَ القِبْلَةِ، فلا يَبْزُقَنَّ أحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، ولَكِنْ عن يَسَارِهِ أوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ أخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ، فَبَصَقَ فيه ثُمَّ رَدَّ
بَعْضَهُ علَى بَعْضٍ، فَقالَ: أوْ يَفْعَلُ هَكَذَا{  ]رواه البخاري[
والمعنى أنه الآن في مقام القرب من ربه جل وعلا، قرب استحضار، وليس قرب مكان، كما قال في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: }أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء{، وهو ما يشير إليه قول ربنا جل شأنه: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾، أي أن القرب من الله تعالى وإليه يكون بالسجود بين يديه، مع استشعار عظمته، وبسط حاجة العبد إليه، فإذا كان العبد المؤمن بهذه المثابة فإنه يترقَّى في مقامات العلو، ويعرج إلى بُساط الحضرة القدسية ، كما عرج نبينا عليه الصلاة والسلام ، فما إن كان قاب قوسين أو أدنى حتى حيَّا ربَّه جل شأنه بقوله : التحيات الطيبات المباركات ، فحياه ربه بأحسن منها حين قال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وفي ذلك المقام العظيم لم ينس النبي عليه الصلاة والسلام أمته، فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فالمؤمن في هذه الصلاة يكون في حضرة القدس روحياً، فإذا خشعت جوارحه وامتلأ قلبه بجلال الله تعالى كتب الله له الفلاح في دينه ودنياه، كما قال سبحانه}قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ..{ ، بل إن ربنا سبحانه يشاطره هذه الصلاة التي أحبها منه، كما يقول في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة سبحانه وتعالى : }قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجّدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل{ ]رواه مسلم[.
فهناك معراج جسدي، ومعراج عقلي، ومعراج روحي ، فالمعراج الجسدي في الصلاة أن يقوم المصلي بين يدي ربه كقيام أهل الكهف الذين ورد فيهم: }وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططاً (14){ ]الكهف[.
والمعراج العقلي أن تُدرك " أن هناك عابداً ومعبوداً، عبداً يَعبُد ورباً يُعبَد، وليس وراء ذلك شيء، ليس هناك إلا رب واحد والكل له عبيد".
والمعراج الروحي أن تذكره : تُسبحه وتستغفره ، وتطلب منه وترجوه ، واعلم أنه متى أطلق لسانك بالطلب فهو يريد أن يُعطيك.
 فالصلاة معراج القلب إلى الله.
فهذه بعض دروس من الإسراء والمعراج لعلها تكون نبراسا لنا في حياتنا ونورا ينير طريقنا نسأل الله أن ينفعنا بها.
فاللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واخذل الشرك والمشركين ، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .
فاللهم فرِّج هم المهمومين ، ونفِّس كرب المكروبين ، واقضِ الدين عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين .

ليست هناك تعليقات: