22 ديسمبر 2023

أمانة المسئولية في الإسلام



الحمد لله رب العالمين .. خلق الكون بأمانة شديدة ووضع كل شيء في موضعه بنظام دقيق واستأمن الإنسان علي هذا الكون وحمله الأمانة العظمي بعدما عرضها علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها  وحمله الإنسان ،فقال تعالي {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)} [الأحزاب].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيء قدير .. جعل الأمانة من أخلاقه العظيمة فهو القائل {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}[يوسف] .
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله (ﷺ).. وضع كل شيء في موضعه المناسب  واعتبر ذلك من الأمانات التي يُسأل عليها العبد يوم القيامة والأمانة..فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:{بينما النبي (ﷺ) في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله}.[رواه البخاري]
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ...
أما بعد فيا أيها المؤمنون
إن الأمانة في الإسلام مفهوم واسع شامل يتجاوز المعنى الضيق والمحدود المتعارف بين الناس لكلمة الأمانة.
فالأمانة هي المسئولية بين يدي الله عن كل ما كسبت يد الإنسان وما يتحمله من أعباء ثقال. ولأجل ذلك ورد في القرآن الكريم الأمر بأداء الأمانات في صيغة الجمع وذلك في قوله تعالي{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}.[النساء].
ومن الأمانات المسئول عنها [أمانة المسئولية في الإسلام] والحديث عنها من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ..
1ـ مفهوم المسئولية في الإسلام . 
2ـ عظم المسئولية في الإسلام .
3ـ الأسس التي تقوم عليها أمانة المسئولية في الإسلام .
4ـ خطورة التفريط في أمانة المسئولية في الإسلام .
5 ـ كيفية اكتساب أمانة المسئولية.
===================
العنصر الأول : مفهوم المسئولية في الإسلام:ـ  
المسئولية في الإسلام تعني أن المسلم المكلف مسئول عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسئولية شخصية فردية، أم مسئولية متعددة جماعية ، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.
العنصر الثاني : عظم المسئولية في الإسلام :
لابد أن يعلم كل إنسان أوكله الله أمر من أمور المسلمين  أن الله تعالي وضع في عنقه أمانة ومسئولية فهي ليست تشريف ولا وجاهة وإنما مسئولية وتكليف.
بمعنى أن كل من تم توظيفه في عمل عام فهو المعني بهذا الكلام : يقول المولي سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} [النساء] .
وقال تعالي {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)}‏ [الصافات].
وقال تعالي{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92)عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}[الحجر].
كما يصف جل جلاله المؤمنين فيقول تعالي {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)} [المؤمنون].
أي أن الوظيفة العامة وديعه في يد شاغلها يُسأل عنها أمام الأمة التي تضعها في يده ويُسأل عنها أمام الله عز وجل.
يؤكد هذا المعنى ويؤيده ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.
فلقد طلب الصحابي الزاهد الجليل أبو ذو الغفاري رضي الله عنه من الرسول الكريم (ﷺ) أن يقلده إحدى الوظائف ، فعن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها}[رواه مسلم]
وكما ورد في الحديث الشريف فيما رواه أبو هريرة رضى الله عنه أن النبي (ﷺ) قال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة, قيل يا رسول الله وما إضاعتها قال : إذا اسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة }[رواه البخاري].
ولقد حذرنا النبي (ﷺ) من الحرص عليها فعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها». [رواه البخاري]
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت على النبي (ﷺ) أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحدهما: يا رسول الله، أمِّرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل، وقال الآخر مثل ذلك، فقال النبي (ﷺ) {إنا والله لا نولِّي هذا العمل أحداً سأله، أو أحداً حرص عليه}[متفق عليه].
العنصر الثالث : الأسس التي تقوم عليها أمانة المسئولية في الإسلام:ــ
إن أمانة المسئولية في الإسلام تقوم علي أسس ومبادئ لا بد منها وإذا فرط الإنسان فيها يكون خائنا للأمانة وتتمثل تلك المبادئ بالنقاط التالية: ـ
1ـ  القوة والأمانة :ـ 
يقول الله تعالى "ان خير من استأجرت القوي الأمين" ولذلك لا يجوز في منهج الإسلام أن يتولى الوظائف وخاصة العامة في الدولة إلا القوي الأمين ومرد القوة إلى القدرة على أداء ما يتولاه من عمل وهي تقدر في كل أمر بحسبه فمثلاً:
- القوة في قيادة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب، وإلى الخبرة بأساليب المعارك وإلى المخادعة لذلك يقول الرسول الكريم (ﷺ) "الحرب خدعة" وكذلك القدرة على القتال والخبرة بمعداته وأدواته وفي هذا يقول الله عز وجل :{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ .... (60)}[الأنفال]
- أما القوة في الحكم فترجع إلى الفقه في الشرائع وأساليب التقاضي والعدل الذي أمر الله به وإلى القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والقدرة على تنفيذ الأحكام على القوي قبل الضعيف.
- أما بخصوص الأمانة فمردها إلى عدم التفريط في شؤون ما ولى عليه القائد ومخافة الله وخشيته والخضوع لشريعته وفي هذا يقول الله عز وجل: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)}[المائدة].
ولقد اعتبر الرسول (ﷺ) أن عملية اختيار العاملين وخصوصاً القادة أمانة لا بد من أدائها بالشكل السليم ومن لم يلتزم بذلك فقد خان الله ورسوله وفي هذا يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)}[الأنفال].
2ـ الحفظ والعلم :
ولهذا اختار الله تعالي طالوت عليه السلام لتميزه بصفتي العلم والقوة ، قال تعالي {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} [البقرة].
فبعلمه وقوته استطاع بفضل الله تعال أن يقود الأمة إلي النجاة والنصر علي الأعداء والقضاء علي المفسدين في الأرض قال تعالي {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ (251)} [البقرة]. 
وهذا نبي الله يوسف عليه السلام  ،لقد أخبَرَنا القرآن أنَّ يوسف عليه السَّلام أنَّه كان أمينًا على مال العزيز وعِرْضِه، واشتهر بينهم بالعلم والعفة والأمانة والخبرة  فرَشَّحه الملك لِيَكون من خاصته المُقرَّبين، قال سبحانه وتعالى في ذلك:{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)}[يوسف].
أي: ائْتُوني به أجعَلْه خالصًا ليِّنًا، وموضِعَ ثقتي ومشورتي، ولَمَّا كلَّمه ووقَفَ على رَجَاحة عقله وحسن تَصرُّفه، قال له: إنَّك اليوم عندنا ذو مَكَانة سامية، ومَنْزلة رفيعة، وأمانة تامَّة.
ولما سمِع يوسف عليه السَّلام هذا، رشَّح نفسَه للولاية، فقال للملك: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)}[يوسف].
لا تتعجَّبْ من طلب يوسف عليه السَّلام  للولاية؛ فقد قدَّم مسوِّغات الترشيح: ﴿ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾.
أنا شديد المُحافَظة على الأموال العامَّة، فلن أُبدِّدها ولن أختَلِسَها، ولا أُعطيها لمن لا يستحِقُّها، ولن أهمل فيها، عليمٌ بشؤون هذه الأموال وبإدارتها، وعليمٌ بالسِّياسة الماليَّة والاقتصادية، وأنا واثقٌ من ذلك، وأعلم أنَّ في هذا صلاحَ الأمة، وخروجها من المِحْنة.
فانظروا أيها المؤمنون ....كيف أنقذ الله على يديه مصر وما حولها من أزمة غذائية طاحنة، ألهم الله يوسف فخطط لها أحسن التخطيط لمدة خمسة عشر عاما، أقام فيها اقتصاد مصر وكان الزراعة أساسه ومحوره على زيادة الإنتاج، وتقليل الاستهلاك، وتنظيم الادخار، وإعادة الاستثمار، حتى نجت مصر من المجاعة، وخرجت من الأزمة معافاة، بل كان لها فضل على ما حولها من البلدان، التي لجأ إليها أهلها يلتمسوا عندها الميرة والمئونة، كما يبدو ذلك في قصة أخوة يوسف الذين ترددوا على مصر مرة بعد مرة، وقالوا له في المرة الأخيرة: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}[يوسف].
3ـ العدل والمساواة:ـ
لو أردنا الحديث عن العدل بالمفهوم الشامل الذي يعامل البشر جميعاً دون النظر إلى ديانتهم أو لونهم أو جنسيتهم فلن نجده إلا في الإسلام من خلال قياداتهم المتتالية والذي فقدته البشرية مع زوال القيادة الإسلامية.
ولقد أوضح لنا الله عز وجل ذلك من خلال الدستور العظيم القرآن الكريم في قوله تعالى{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النساء].
ويأمر الله سبحانه وتعالى الحاكم والمحكوم بالالتزام بالعدل ولو كان ذلك على أقرب الناس إليه، فيقول سبحانه وتعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) }[النساء].
وكلنا يعلم قول الرسول (ﷺ):{لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ويقول الله تعالى "..... ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" .
ولقد أهتم الإسلام بالقائد العادل وجعله أحب الخلق إلى الله، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ):{إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ وَأَقْرَبَهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ عَادِلٌ ، وَأَبْغَضَ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَشَدَّهُمْ عَذَابًا إِمَامٌ جَائِرٌ }[رواه الترمذي] .
وكما نعلم أن القائد العادل مع السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه (ﷺ) {سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ }[متفقٌ عَلَيْهِ]
ومن هذا يتضح لنا مدى أهمية هذا المبدأ والأساس الذي اعتمدت عليه أنه المسئولية في الإسلام والتي بسببه دانت الأرض لقادة الإسلام يوم أن كانوا يحكمون معتمدين على هذا الأساس في التعامل مع الرعية.
4ـ الرفق والرحمة :ـ
من الطبيعي أن الإنسان دائماً بحاجة إلى رعاية وبشاشة سمحة وقلب كبير يعطيه ولا ينتظر الرد ويحمل همومه ويجد الرعاية والاهتمام والعطف، ومن هنا كانت القيادة الإدارية في الإسلام قد تنبهت إلى هذه الأمور فكانت تسهر ولا تنام ويبذل قصارى جهدها في راحة الرعية ومن هنا خاطب الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بقوله تعالي {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)}[آل عمران]
فهكذا كان الرسول (ﷺ) ومن بعده كافة القادة .
فها هو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سمع العجوز وابنها وهي تقول لقد كان أبو بكر يحلب لنا شاتنا وقد تولى أمر الخلافة فمن يحلب لنا من بعده؟ وكان على مقربة فسمع كلامهما فأقترب منهما وقال أنا أحلب لكما شاتكما حتى يتوفاني الله.
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سمع بكاء صبية صغار لا يجدون عشاء فهرول إلى بيت المال هو وخادمه وحمل على ظهره الدقيق والسمن وقام بطبخ الطعام لهما. وكان الخليفة عمر رضي الله عنه يخاطب الرعية ويبصرهم بحقوقهم قبل أن يطلب منهم واجباتهم .
ولقد كان الرسول الكريم (ﷺ) يحث القادة على التفاني في خدمة الرعية وهذا واضح من خلال الحديث الشريف "إن لله عباداً اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير غليهم إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة" .
ويقول (ﷺ) أيضاً "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" [البخاري].
ويطالب الرسول الكريم (ﷺ) من قادته بما لا يحلو من كثرة طلب الرعية (المرؤوسين) حيث قال "حاجة الناس إليكم من نعم الله، فلا تملوا النعم"
ولذلك طالب الإسلام القادة والرؤساء استخدام الكلمة الطيبة مع المرؤوسين لما لها من أثر في نفوس المرؤوسين.
فعن أبي يعلى معقلِ بن يسارٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقولُ :{ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيتةً ، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة}[متفق عليه].
وفي رواية : ( فلم يحُطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة) .
وفي رواية لمسلم:{ما من أمير يلي أمور المسلمين ، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنة}.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول في بيتي هذا : {اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفُق به}[رواه مسلم].
5ـ تقديم ذوي الكفاءة:ـ
والكفاءة كما ورد في لســان العرب  للعلامة ابن منظور: " كافــأه على الشيء مكافأة وكفاء : جازاه.
والكفء: النظير والمساواة، ومنه :ـ
الكفاءة في النّكاح، وهو أن يكون الزّوج مساويا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها وغير ذلك.
والكفاءة للعمل: القدرة عليه وحسن التصرف فيه.  
إن من الأمانات إعطاء القيادة للأصلح وإلى من يستحقها وهو ما يعبر عنه بـ " وضع الرجل المناسب في المكان المناسب".
 وكان النبي الكريم (ﷺ) لا يسند الوظائف الإدارية، على اختلاف مستوياتها وتخصصاتها، إلا لمن تثبت قدراتهم الإدارية، وملكاتهم الذهنية وخبراتهم المكتسبة، وصفاتهم الأخلاقية حتى يتسنى لهم النهوض بما يناط بهم من الأعمال.
وكان ينهى عن إسناد هذه المناصب إلى من يشك في قدرتهم من الرجال، ويروي أن رجلا سأله، متى تقوم الساعة فقال له"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر لغير أهله، فانتظر الساعة".
كما نهى (ﷺ) عن اتخاذ العواطف والروابط الشخصية، معياراً للاستحقاق في شغل المناصب ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: قال رسول الله (ﷺ) :{من استعمل رجلا من عصابة أي اختار رجلا لعمل عام أو شارك في اختياره وفيهم من هو أرضي لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين} [الجامع الصغير].
وطلب أبو ذر الغفاري من الرسول (ﷺ) يوما أن يعينه واليا على إحدى الولايات، فوجده الرسول (ﷺ) غير مستوف للشروط الخاصة بهذه الولاية أو أن هناك من هو أحق منه بها فأبى عليه ذلك. وقال له: "يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها"[رواه مسلم].
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه  في معيار الاختيار لشغل المناصب، أو للترقي إلى المناصب الأعلى: "الرجل وقِدَمُه، والرجل وبلاؤه"؛ كما يقول علي رضي الله عنه "قيمة كل امرئ ما يحسن".
ولذلك حذرنا رسول الله (ﷺ) من ذلك حين قال :{من ولى من أمر المسلمين شيئاً فولى عليهم رجلاً وهو يجد منهم من هو أصلح منه فقد خان الله رسوله وجماعة المؤمنين}[رواه الحاكم]. ورُوِي عن أبي بكر أنه قال لواليه يَزِيد بن أبي سفيان، وهو يرسله إلى الشَّام: "يا يَزِيد، إنَّ لك قرابةً عسيتَ أن تؤْثِرَهم بالإمارة، وذلك أكثر ما أخاف عليك، بعدما قال رسول الله (ﷺ):{من وَلِي من أمر المسلمين شيئًا فأمَّر عليهم أحدًا محاباة، فعليه لعنة الله، لا يَقْبَل الله منه صرفًا ولا عدلاً، حتى يدخله جهنم}[رواه الحاكم].
وقال رسول الله (ﷺ):{من استعمل رجلاً على عصابة جماعة وفيهم مَن هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين}[رواه الحاكم].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما، فقد خان الله ورسوله والمسلمين" .
وهنا أراد الرسول (ﷺ) توضيح مدى أهمية الاختيار حسب الكفاءة والجدارة وبين أن هذه الأمانة لا بد من تأديتها وإلا فلن يدخل الجنة. 
ولقد كان الرسول (ﷺ) يقوم بعملية اختيار لمن يريد أن يوليه إحدى الوظائف ليتأكد من مدى صلاحيته للعمل ، وهذا واضح عندما أراد أن يولي رسول الله (ﷺ) معاذ بن جبل على اليمن فسأله: بم تقضي؟ فأجاب: بكتاب الله فسأله: فإن لم تجد؟ فأجاب: بسنة رسول الله، فسأله: فإن لم تجد؟ فأجاب: أجتهد برأي ولا آلو فضرب الرسول صدر معاذ وقال: الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي الله ورسوله}[رواه أبوداود].
ومن بعد الرسول (ﷺ) سار الخلفاء الراشدون على دربه فكانوا لا يولون إلا الاكفأ ومن يرونه الأصلح، ولكن إذا لم تتوافر تلك الصفتين في شخص واحد بمعنى توفرت صفة واحدة ففي هذه الحالة يجب أن يحسم الموقف لما فيه مصلحة ، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (فالواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها فإذا تعين رجلان احدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة قدم انفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضرراً فيها، فيقدم في إمارة الحرب الرجل القوي والشجاع وإن كان فيه فجور على الرجل الضعيف العاجز وإن كان أميناً. وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ (ﷺ) أَنَّهُ قَالَ : {إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ }[مسند أحمد بن حنبل].
أما إذا كانت الولاية تتطلب الأمانة فهنا يقدم الأمين عن القوي مثل حفظ الأموال.
وفي هذا توضيح واضح أنه لا بد من اختيار الأصلح للوظيفة حسب ما تتطلبه هذه الوظيفة من مؤهلات معينة.
فعلي سبيل المثال اختيار النبي (ﷺ) لمعاذ رضي الله عنه، لأن له صفات تؤهله لأن يكون داعية، فلو جاء أعرابي إلى النبي (ﷺ) من أعراب بني تميم، وأسلم في ذلك اليوم، فإن النبي (ﷺ) لن يقول له: اذهب إلى اليمن وادع الناس، لأن هذا المدعو يحتاج أولاً إلى أن يتعلم ويتفقه.
وأيضاً: لم يختر النبي (ﷺ) مثلاً: خالد بن الوليد أو عمرو بن العاص، أو غيرهم من قواد الجيوش، الذين دكوا حصون الضلال والكفر والإلحاد، لإرساله للدعوة إلى الله في اليمن؛ لأن المسألة ليست مسألة جهاد أو سيف إنما هي مسألة علم وفقه بالدين, ومعرفة الحلال والحرام، فلا شك أن يختار النبي (ﷺ) معاذاً رضي الله عنه، وهو أعلم الناس بالحلال والحرام، فهو من فقهاء الصحابة رضي الله عنهم، وقد نفع الله بعلمه خلقاً كثيراً في اليمن، كما نفع به في الشام بعد عودته، وفيها توفي رضي الله عنه.
وقد قال له الرسول (ﷺ):{يا معاذ! إني أحبك} وهذه الدنيا وأي إنسان كائناً من كان، لا يساوي شيئاً بالنسبة إلى قول خليل الرحمن وحبيبه ومصطفاه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يا معاذ! إني أحبك}.
فهذه الكلمة أكبر وسام، وأعظم شرف، حيث يكفي أن يحبه رسول الله (ﷺ) ، والمرء مع من أحب، وهذه تزكية من النبي (ﷺ) ، وإرساله إلى اليمن تزكية أخرى، ثم أوصاه (ﷺ).
العنصر الرابع : خطورة التفريط في أمانة المسئولية في الإسلام:ـ
إن الشعور بالمسئولية هو طريق النجاح والفلاح ، والارتقاء حيال أية خطوةٍ أو مهمةٍ يقوم بها الانسان في كافة مجالات الحياة .
ومن غير الشعور بالمسئولية تتعطل الأعمال ، وتفشل الخطوات ، ويتراجع العطاء والانتاج .
والمعنى أن المسئولية تنطلق في الدين الإسلامي من منطلقٍ شرعيٍ يقول فيه الحق سبحانه :{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}[المدثر].
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي (ﷺ) قال:{أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ}[متفق عليه].
، ويقول (ﷺ): " فأعط كل ذي حقٍ حقه " [رواه البخاري].
إن الأُمَّة لا تَحْيَا الحياة الكريمة إلاَّ  بأداء الأمانة المحملة بها والمسئولية الملقاة علي عاتقها ولن تسعد إلا بتقديم  الكفاءات  في كل مجالات الحياة ، فعلى الأمَّة أن تتَّقي الله، وأن تقول القول السديد؛ قال سبحانه وتعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}[الأحزاب].
على ألاَّ يتأثَّر هذا الاختيار بعواملِ الهَوى، أو المُجامَلة؛ لقرابة، أو صداقة، أو عصبيَّة؛ وإذا فعَلْنا ذلك أصلحَ الله أعمالَنا، وغفر لنا ذنوبَنا؛ فالله قد أمر ووعَد:
﴿ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ﴾، هذا هو الأمر، والوعد:{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (71)} [الأحزاب].
وإذا ما انحرَفْنا في أقوالنا ولَم نستَقِم، انحدرَتْ بنا الأُمَّة إلى الهاوية، وانقلبتْ من خير أمَّة أُخْرِجتْ للناس إلى شَرِّ أمة في الأرض.
العنصر الخامس : كيفية اكتساب أمانة المسئولية:
 1- تذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة. 
والمسئولية التي تدعو إلى رعاية الحقوق ٬ وتعصم عن الدنايا ٬ لا تكون بهذه المثابة إلا إذا استقرت في وجدان المرء ٬ ورست في أعماقه ٬ وهيمنت على الداني والقاص من مشاعره؟. وذلك معنى حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :عن رسول الله (ﷺ):{إن الأمانة نزلت فى جذر قُلُوب الرجال ٬ ثم نزل القرآن ٬ فعلموا من القرآن وعلموا من السنة}[رواه البخاري ومسلم ].
والعلم بالشريعة لا يغنى عن العمل بها ٬ والمسئولية ضمير حي إلى جانب الفهم الصحيح للقرآن والسنة.
 فإذا مات الضمير انتزعت الأمانة ٬فما يغنى عن المرء ترديد للآيات ٬ ولا دراسة للسنن ٬ وأدعياء الإسلام يزعمون للناس  وقد يزعمون لأنفسهم  أنهم أمناء. ولكن هيهات أن تستقر الأمانة في قلب تنكر للحق.
ومن ثم يستطرد حذيفة في وصفه ٬ لتسرب الأمانة من القلوب التي تخلخل فيها اليقين ٬ فيروى عن الرسول(ﷺ): { ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال : ينامُ الرجل النومة فتنقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت  هو الأثر المغاير كالنقطة على الصحيفة  ثم ينام الرجل النومة فتنقبض الأمانة من قلبه ٬ فيظل أثرها مثل أثر المجل  كالثبور التي تظهر في اليد مثلا في استخدام الأدوات الخشنة  ثم قال: فيصبح الناس يتبايعون ٬ لا يكاد أحد يؤدى الأمانة ؛ حتى يُقال : إن في بنى فلان رجلا أمينا ٬ وحتى يُقال للرجل : ما أجلده. ما أظرفه. ما أعقله. وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان }[رواه البخاري ومسلم ].
والحديث يصور انتزاع الأمانة من القلوب الخائنة تصويرا محرجا فهي كذكريات الخير في النفوس الشريرة ٬ تمر بها وليست منها ٬ وقد تترك من مرها أثرا لاذعا.
بيد أنها لا تحيى ضميرا مات ٬وأصبح صاحبه يزن الناس على أساس أثرته وشهوته ٬ غير مكترث بكفر أو إيمان!؟   2- التعود والتنشئة وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر.
3- السعي لحسن الذكر في الدنيا, وعظيم الأجر في الآخرة بفضل الله ثم بالتحلي بالأخلاق الحميدة ومنها الأمانة.
4- تذكر عاقبة الخيانة وأنها دليل على النفاق.

5- الاستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع المسئولية. 

=====================================

 رابط doc

https://www.raed.net/file?id=549418 

رابط pdf

https://www.raed.net/file?id=549419


ليست هناك تعليقات: