21 يونيو 2019

نصائح لخطيب الجمعة




أخي خطيب الجمعة !
1ـ  إياك وتطويل المقدمة فالناس في شوق لمعرفة موضوع خطبتك.


2ـ إياك واعتماد مقدمة لخطبك وتكرارها بما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كخطبة الحاجة. (إن الحمد لله نحمده ونستعينه...).


3ـ إياك وتقليد الآخرين فما يصلح لغيرك قد لا يصلح لك.


4ـ إياك والسجع المتعمد؛ فلست في حضرة الخلفاء والبلغاء.


5ـ إياك وإرضاء الناس في خطبتك؛ فإرضاء الناس غاية لا تدرك؛ فأرضِ ربك يرضى عنك الناس. 


6ـ أنت في زمن لم تعد مراقب فيه من الأجهزة الأمنية ولا مفتشي الأوقاف ولا لجنة المسجد بل الكل يراقبك وينتظر وقوعك في الخطأ ليوجه سهام النقد الجارحة لك ولأمثالك، فأحسن العمل في مراقبة الله وحده ترشد.


7ـ إياك والاستهانة بمن يستمع إليك فربما في القوم من هو من أهل العلم والدعوة والفضل؛ فانتبه لهذا يا رعاك الله.


8ـ إياك والخطب الحزبية أو الفئوية أو الطائفية أو المذهبية؛ فأنت تعظ ولا تنظر لحزبك أو جماعتك وفي الناس من ليس من جماعتك أو جماعة غيرك.


9ـ إياك والخطب الشخصية من مدح أو ذم لك أو لغيرك. 


10ـ إياك وإثارة الفتنة بين المصلين؛ فأنت بمثابة طفاية الحرائق لا مشعلها.


11ـ إياك ومطالبة المصلين بما تعلم أنهم غير قادرين عليه من أوامر أو نواهي فتدخلهم في الحرج.


12ـ كن قدوة عملية لما تعظ الناس به؛ فالناس تراقب أفعالك وتصرفاتك وأخلاقك فتزنها بميزان أقوالك.


13ـ تكرار الكلام ثلاثاً لفائدته أو أهميته سنة نبوية ليقع الكلام موقعه من القلب قبل الأذن فاحذر من التكرار أكثر من ذلك, وليس كل الكلام يكرر؛ فإلى أن يفهم من لا يفهم، سيملّ من يفهم.


14ـ بين رفع الصوّت والصّراخ ثمّة فارق مؤثّر جدّاً، وبكلّ حال تحتاج مراجعة شرح حديث: "احمرّت عيناه وعلا صوته كأنّه منذر جيش يقول صبّجكم ومسّاكم" لتكتشف بنفسك أن رفع الصوت ليس بالصراخ والعويل والتهديد, وانتبه _ هداني الله وإياك _ لضبط سماعات المسجد بما لا يزعج الحاضرين.


15ـ خطبة الجمعة موعظة إيمانية؛ وليست محاضرة علميّة إن كنت عالماً، ولا مناظرة فقهية إن كنتَ فقيهاً؛ فإن لم تكنهما فهي بكلّ حال ليست مداخلة تلفزيونية ولا جلسة عائلية حيث يجوز لك أن تقول ما تشاء كيفما تشاء، فالقوم ما جاؤوا ليسمعوا رأيك وإنّما جاؤوا يشحنون إيمانهم بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم, ورأيك احتفظ به أو انشره على مواقع التواصل.


16ـ أمرك للمصلين بـــ "اذكروا الله" أو "صلّوا على النّبي" ونحو ذلك يصلح استعماله في الدرس والمجلس والديوان والمضافة، أمّا في الخطبة فهم مأمورون بالإنصات والاستماع، فيكفيك الحشف ودع سوء الكيلة لحين ميسرة.


17ـ راجع – رحمك الله ووفقك لمرضاته - على الأقل الآيات والأحاديث التي ستستشهد بها، فقبيح أن تذكر خمسة آيات فتخطئ في ستة! 
وعيب أن تضيق بك السبل عن طلب الأحاديث الصحيحة فتكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنسب إليه ما لم يقله.


18ـ طول خطبتك دليل على حبّك للثّرثرة فقط، وأمّا قصر صلاتك فعلامة عل قلّة فقهك، فاعكس تفز، ولا يغرّنّك كثرة هذا الفعل من المعاصرين وإن عظموا في عينك، فالمنكر أبداً منكر, والأمر في هذا يختلف باختلاف الأحوال؛ فسدد تصب السنة.


19ـ إذا كان صوتك بالقرآن حسناً، فسنعرف ذلك في الصلاة إن شاء الله فلا تعجل بتعريفنا ذلك في الخطبة، فإنّه لا حاجة له، والقول ببدعيّته غير بعيد.


20ـ القضايا السياسية والاقتصادية والانتخابات المحلية والبرلمانية والنقابية والطلابية يمكن مناقشتها دوماً في الدروس بعد أو قبل الصلاة، فأسمع الحاضرين لصلاة الجمعة ما يجب عليهم فيه الإنصات مما ينفعهم ويرحم الله بك الأسماع والأبصار.


21ـ نظرك للسقف وأنت تخطب حيلة قديمة وعادة قبيحة تنقلها أجيال من غَبر لمن هو على الأثر بزعمهم أنّ ذلك ينجيك من رهبة الجماهير، والحقّ إن فعلتَ هذا فإنّه ينجيك من رهبة الجماهير وينجي الجماهير من ضرورة الإنصات لما تقول فيتابعون ما تنظر إليه بأبصارهم حتّى يشغلهم ذباب السقف وزخارفه فلا يوقظهم إلاّ " قد قامت الصلاة ".


22ـ إن كنتَ خطيباً مبتدئاً فلا بأس من كتابة الخطبة وقراءتها من الورقة أو الهاتف الذكي أو اللوح الإلكتروني؛ ولكن هذا ليس بمبرر للاستمرار على هذا الحال؛ فتمرن على الارتجال؛ فقارئ الخطبة ليس بخطيب, وقراءة الخطبة يحسنه أكثرُ الناس.


23ـ خطبة الجمعة ليست مبارزة شعرية؛ فلست في سوق عكاظ ولا مجنة؛ فأقلل من الشعر بقدر الحاجة لا تزد يرحمك الله.


24ـ اعتنِ بنظافتك ورتابة هندامك؛ فالناس ينظرون إليك نظر خطَّابة العرائس؛ فكن عروس المنبر, وأحسن ما يتزيّن به خطيب الجمعة قميص النبي صلى الله عليه وسلم.


25ـ اجتهد دوماً في تحقيق هذه النصائح  وتحصيلها, والكمال لله عز وجل, والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلا تقل: هل تتوفر فيك هذه كلها, والسعيد من اتعظ بغيره, والشقي من لا يتعظ إلا بنفسه.
والله الهادي إلى سواء السبيل... 

ليست هناك تعليقات: