في رحاب الإسراء والمعراج
الحمد لله رب العالمين. أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد
الأقصى .فقال تعالي (سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) (الإسراء).
فنحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله
العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن
تجد له وليًا مرشدًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له
الملك وله الحمد يحي ويميت وهو علي كل شيئ قدير .. وعده عباده بالنصر والتمكين
فقال تعالي (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ
لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) الصافات .
وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله
صلي الله عليه وسلم صلي بالأنبياء إماما بالمسجد الأقصي وأمر بشد الرحال إليه فعن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُشَدُّ الرحال إلا
إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى».
فاللهم
صلِّ وبارك على هذا النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا ......
أما بعــــــد
.. فيا أيها المؤمنون ..
لكل أمة مقدسات تعتزّ بها، وتلتفّ حولها، وتدافع عنها بكل غال ونفيس.
وقد أكرم الله تعالى الأمة الإسلامية
بكثير من المقدسات، وعلى رأسها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه تنزيل من حكيم حميد، والسنة النبوية الشريفة، هذا في مجال النصوص، يُضَافُ
إلى ذلك أزمنة مخصوصة وأماكن معيّنة، فمن الأزمنة شهر رمضان وليلة القدر ويوم الجمعة،
ومن الأماكن الكعبة المشرفة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى في القدس.
والله سبحانه وتعالى هو الذي أضفى
التقديسَ والتكريمَ على المقدسات التي تعتز بها الأمة الإسلامية، فهو الذي قدسها وبارك
فيها وحولها؛ ومن هنا كانت الإشارة في القرآن الكريم إلى الشهر الحرام والمسجد الحرام
والمشهد الحرام والأشهر الأربعة الحرم والكعبة والبيت الحرام والمسجد الأقصى الذي باركه
الله وبارك حوله. وهكذا كل مقدسات الإسلام، استمدت قداستها منه سبحانه وتعالى فهو وحده
القُدُّوس وهو وحده الذي يمنح التقديس لما يشاء من الأمكنة والأزمنة التي ظلّت الأمّةُ
تعتزّ بها وتحافظ عليها وتدافع عنها بالأنفس والأموال.
رابط صوتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق