الحمد لله رب العالمين .. أمرنا بالاعتصام بحبله المتين فقال تعالي {{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}[آل عمران]
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له...أمر بالاعتصام به تعالي فقال تعالي { وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}[الحج].
وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله (ﷺ) أمرنا بالاعتصام بالكتاب والسنة فقال (ﷺ)
{تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله }[رواه مسلم].
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعــد .... فيا أيها المؤمنون
إن شرائع الإسلام وآدابه تقوم على اعتبار الفرد جزءا لا ينفصم من كيان الأمة ٬ وعضوا موصولا بجسمها لا ينفك عنها ٬ فهو طوعا أو كرها يأخذ نصيبه مما يتوزع على الجسم كله من غذاء ونمو وشعور . .
إن الله تعالي أمرنا بالاعتصام فقال تعالي في أكثر من موضع { واعتصموا.!}لذلك كان موضوعنا وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ...
1ـ معني الاعتصام.
2ـ أنواع الاعتصام وحاجة الناس إليهما.
3ـ كيف نحقق الاعتصام .
4ـ ثمرات الاعتصام
العنصر الأول : معني الاعتصام:ـ
الإعتصام : هوالإستمساك الشديد والتشبث بالشىء، فلو أننا اعتصمنا بمكان فهذا معناه أننا سنظل فيه ولن نرحل عنه.
وَالِاعْتِصَامُ افْتِعَالٌ مِنَ الْعِصْمَةِ ، وَهُوَ التَّمَسُّكُ بِمَا يَعْصِمُكَ ، وَيَمْنَعُكَ مِنْ الْمَحْذُورِ وَالْمَخُوفِ ، فَالْعِصْمَةُ : الْحِمْيَةُ ، وَالِاعْتِصَامُ : الِاحْتِمَاءُ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْقِلَاعُ : الْعَوَاصِمَ ، لِمَنْعِهَا وَحِمَايَتِهَا .
وَمَدَارُ السَّعَادَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ عَلَى الِاعْتِصَامِ بِاللَّهِ ، وَالِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ ، وَلَا نَجَاةَ إِلَّا لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهَاتَيْنِ الْعِصْمَتَيْنِ .
العنصر الثاني : أنواع الاعتصام وحاجة الناس إليهما.
قال ابن القيم رحمه الله: "الاعتصام نوعان:
اعتصام بالله، واعتصام بحبل الله.
قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (103)} [آل عمران].
وقال: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)} [الحج].
ومدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين.
فأما الاعتصام بحبله: فإنه يعصم من الضلالة.
والاعتصام به: يعصم من الهَلَكَةِ، فإن السائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصدِهِ، فهو محتاج إلى هداية الطريق، والسلامة فيها، فلا يصل إلى مقصده إلا بعد حصول هذين الأمرين له ،فَالدَّلِيلُ كَفِيلٌ بِعِصْمَتِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَأَنْ يَهْدِيَهُ إِلَى الطَّرِيقِ ، وَالْعُدَّةِ وَالْقُوَّةِ وَالسِّلَاحِ الَّتِي بِهَا تَحْصُلُ لَهُ السَّلَامَةُ مِنْ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ وَآفَاتِهَا .
فَالِاعْتِصَامُ بِحَبْلِ اللَّهِ يُوجِبُ لَهُ الْهِدَايَةَ وَاتِّبَاعَ الدَّلِيلِ ، وَالِاعْتِصَامُ بِاللَّهِ ، يُوجِبُ لَهُ الْقُوَّةَ وَالْعُدَّةَ وَالسِّلَاحَ ، وَالْمَادَّةَ الَّتِي يَسْتَلْئِمُ بِهَا فِي طَرِيقِهِ ، وَلِهَذَا اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُ السَّلَفِ فِي الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ ، بَعْدَ إِشَارَتِهِمْ كُلِّهِمْ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى .
ثم قال : ” فَالِاعْتِصَامُ بِحَبْلِ اللَّهِ يَحْمِي مِنَ الْبِدْعَةِ وَآفَاتِ الْعَمَلِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . " ا. هـ. من (مدارج السالكين).
وَأَمَّا الِاعْتِصَامُ بِهِ فَهُوَ التَّوَكُّلُ عَلَيْهِ ، وَالِامْتِنَاعُ بِهِ ، وَالِاحْتِمَاءُ بِهِ ، وَسُؤَالُهُ أَنْ يَحْمِيَ الْعَبْدَ وَيَمْنَعَهُ ، وَيَعْصِمَهُ وَيَدْفَعَ عَنْهُ .
ولقد اختلف المفسرون في معني قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله"
فقال ابن عباس رضي الله عنه: بدين الله
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: بالجماعة
وقال مجاهد رحمه الله- بكتاب الله
وقال مقاتل - رحمه الله- بأمر الله وطاعته
العنصر الثالث : كيف نحقق الاعتصام بين المسلمين؟
لكى نحقق الإعتصام بين أهل الإسلام يجب علينا أولا :ـ
أولا : الاعتصام بالله تعالي وبالكتاب والسنة :ـ
هو التمسك بهما على فهم السلف الصالح وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين، قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا(115)}[النساء].
روى أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجه في سننهما مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) قَالَ: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وسَتَفْتَرقْ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيهِ وَأَصْحَابِي"[سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد رقم وسنن ابن ماجه]. أي: هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.
قَالَ عَبدُاللهِ بنُ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه: "إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ العِبَادِ، فَوَجَدَ قَلبَ مُحَمَّدٍ خَيرَ قُلُوبِ العِبَادِ فَاصطَفَاهُ لِنَفسِهِ فَابتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ العِبَادِ بَعدَ قَلبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصحَابِهِ خَيرَ قُلُوبِ العِبَادِ فَجَعَلَهُم وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَن دِينِهِ"
ثُمَّ قَالَ: "مَن كَان مِنكُم مُستَنًّا فَليَستَنَّ بِمَن مَاتَ فَإِنَّ الحَيَّ لَا تُؤمَنُ عَلَيهِ الفِتنَةُ، أُولَئِكَ أَصحَابُ مُحَمَّدٍ كَانُوا أَفضَلَ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَبَرَّهَا قُلُوبًا وَأَعمَقَهَا عِلمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، اختَارَهُمُ اللهُ لِصُحبَةِ نَبِيِّهِ، وَلِإِقَامَةِ دِينِهِ، فَاعرِفُوا لَهُم فَضلَهُم وَاتَّبِعُوهُم عَلَى آثَارِهِم وَتَمَسَّكُوا بِمَا استَطَعتُم مِن أَخلَاقِهِم وَسِيَرِهِم فَإِنَّهُم كَانُوا عَلَى الهُدَى المُستَقِيمِ"
وقد وردت النصوص الكثيرة التي تحث على التمسك بالكتاب والسنة والاعتصام بهما، قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون(3)} [الأعراف].
وقَالَ تَعَالَى:{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم(43)}[الزخرف].
وقَالَ تَعَالَى: { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون (18)} [الجاثية].
والتمسك بالقرآن والسنة عصمة للعبد من الضلالة وهداية له، روى مسلم في صحيحه والحاكم في مستدركه مِن حَدِيثِ جَابِرِ بنِ عَبدِاللهِ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) قَالَ: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ"
وروى الحاكم في المستدرك مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ (ﷺ) قَالَ: "إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيئَينِ لَن تَضِلُّوا بَعدَهُمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي"
ولكى نصل إلي هذا الإعتصام .!
فنحن نحتاج إلى أن نستعصم..أى نطلب الدخول فى هذه العصمة.{ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ }
ما معنى استعصم؟
معناها طلب الدخول تحت العصمة الإلهية وأن يكفل الله له العصمة والحماية { وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[يوسف].
لأن الله تعالي هو القاهر فوق عباده وكل شئ في سلطانه وقبضته قال تعالي {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ }[الإسراء]
ماذا سيعطينا الاعتصام بالكتاب والسنة ؟
1ـ النور ..
الاعتصام بالكتاب والسنة سينير لنا السبيل ويوضح لنا الطريق الصحيح .
قال تعالي { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(2)}.
وقال تعالي{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }.
2ـ الهداية والسعادة ..
الاعتصام بالكتاب والسنة يمنحنا الهداية قال تعالى{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} سيعطينا الهداية التى عكسها الضلال، وسيعطينا السعادة التى عكسها الشقاء.
ثانيا : الاعتصام بوحدة الأمة المسلمة :ـ
حذر الله تعالي من الفرقة والتنازع فقال الله تعالي {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)}[الأنفال].
لقد دعي النبي (ﷺ) إلى الجماعة والوحدة، ونفر من الشذوذ والفرقة.
روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: خطبنا عمر بالجابية (اسم موضع) فقال: يا أيها الناس، إني قمت فيكم مقام رسول الله (ﷺ) فينا، فقال: أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم..
وقال رسول الله (ﷺ):{ثلاث لا يُغل عليهن قلب امرئ مُؤمن: إخلاصُ العمل لله : والمناصحة لأئمة المسلمين . ولزوم جماعتهم ٬ فإن دعاءهم يحيط من ورائهم}.
وقال رسول الله (ﷺ): مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد.
وقال (ﷺ) {من أراد بحبوحة الجنة، فليلزم الجماعة}.
وروي عن ابن عباس قال قال رسول الله (ﷺ):{يد الله مع الجماعة}.
وروي عن ابن عمر أن رسول الله (ﷺ) قال: {إن الله لا يجمع أمتي ـ أو قال: أمة محمد (ﷺ)على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار}.
وفي الصحيحين: “أن من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية.
وقال (ﷺ) “المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم”.
مظاهر وحدة المسلمين:
من مظاهر الوحدة بين المسلمين
1ـ نصرة المظلوم:ـ
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ﷺ): «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، قالوا: يا رسول الله هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: «تأخذ فوق يديه»، وفي رواية: «بأن ترده عن ظلمه، فإن ذلك نصره» (رواه البخاري، ومسلم).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله (ﷺ) قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّجَ عن مسلمٍ كُربةً فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» (رواه البخاري، ومسلم).
وفي رواية عنه رضي الله عنه أن النبي (ﷺ) كان يقول: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذُلُهُ».
2ـ المودة والمحبة بين المسلمين:ـ
يقول(ﷺ) : «والذي نفسُ محمدٍ بيده، ما تَوَآدَّ اثنان فَفُرِّقَ بينهما إلا بذنبٍ يُحدِثُهُ أحدُهُما».
3ـ مراعاة حقوق المسلم :ـ
كان (ﷺ) يقول: «لِلمرءِ المسلمِ على أخيه من المعروف ست: يُشَمِّتُهُ إذا عطس، ويعُودُه إذا مَرِضَ، وينصحُه إذا غَابَ، ويشهدُه ويَسَلِّمُ عليه إذا لقيه، ويُجِيُبهُ إذا دعاه، ويتبعه إذا مات».
ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث (رواه أحمد).
4ـ الدفاع عن عرض المسلبم ـ
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي (ﷺ) قال: «من رَدَّ عن عِرضِ أخيه رَدَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة» (رواه الترمذي).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (ﷺ) قال: «المؤمن مرآة المؤمن؛ والمؤمن أخو المؤمن: يَكُفُّ عليه ضيعَتَه، ويحوطُهُ من ورائه» (رواه أبو داود).
فوائد الوحدة والاجتماع بين المسلمين:
1- تحقيق وعي الأمة بفهم ذاتها فهمًا صحيحًا.
2- الوحدة تساعد المجتمع الإسلامي على مواجهة التحديات.
3- تحقيق الاتصال الجماعي بالنماذج الإسلامية المثالية.
4- الوحدة تساعد المجتمع الإسلامي على التحرر من التبعية الفكرية والحضارية.
5- تساعد على إبراز ما للإسلام من آثار عظيمة على المسلم؛ إذ يورثه القوة والعزة والمنعة.
6- تحقيق المفاهيم الإسلامية الحقيقة للأمة، بعقيدتها وأخلاقها، مما يتبلور في النهاية في شكل حضارة إسلامية حقيقة معبرة عن المجتمع الإسلامي.
7- تحقيق الألفة والعدالة والمحبة وكل العوامل المؤدية إلى الترابط في المجتمع الإسلامي.
8- المحافظة على التراث الثقافي واللغة العربية (لغة القرآن) واستمرارها.
9- القضاء على العصبية القبيلة.
10- الوحدة والاجتماع يخيف الأعداء ويلقي الرعب في قلوبهم ويجعلهم يخشون شوكة الإسلام والمسلمين، ومن ثم يكون في الاجتماع عزةٌ للمسلمين في كل مكانٍ.
11- في الاجتماع دواءٌ ناجعٌ لكثير من الأمراض النفسية: كالانطواء والقلق، إذ أن وجود المرء مع الآخرين يدفع عنه داء الانطواء ويُذهب القلق، وخاصة إذا علم أن إخوانه لن يتخلوا عنه وقت الشدة، فالمرء قليلٌ بنفسه كثير بإخوانه.
12- في الاجتماع طرد للشيطان، وإغاظة له، لأنه يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة (وهو أقل الجمع) لم يهم بهم الشيطان، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
العنصر الرابع : ثمرات الاعتصام بالله تعالي :
إن للاعتصام بالله ثمرات عظيمة يجنيها العبد ويري خيرها وبرها في حياته ويعيش أثرها في كل أموره فمن هذه الثمرات:
1-أن الله تعالى يكرم من اعتصم به ويدخله في رحمته ويزيده فضلا من عنده.
قال تعالي { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)}[ النساء].
2-أن الله تعالى يتولي من اعتصم به وينصره ويؤيده.
قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)}[الحج].
3 - أن الاعتصام بالله صفة من صفات المؤمنين قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ للهِ فَأُولَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ المُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)}[ النساء] .
4 - أن المعتصم بالله يعيش عزيزًا كريمًا لأنه أنزل حاجته إلى ربه الذي بيده العزة ولرسوله وللمؤمنين. قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)} [المنافقون].
5ـ العلاج من كل الفتن والاضطرابات:ـ
قال ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين وشفاء نافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه"
وعن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودعٍ، فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبدٌ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ))؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وأخرج الترمذي و الدارمي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب انه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
ستكون فتن كقطع الليل المظلم.
قلت : يا رسول الله ! و ما المخرج منها ؟
قال : كتاب الله تبارك و تعالى ، فيه نبأ من قبلكم و خبر من بعدكم ، و حكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين ، و نوره المبين و ذكره الحكيم ، و هو الصراط المستقيم ، و هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، و لا تلتبس به الألسنة ، و لا تتشعب معه الآراء ، و لا يشبع منه العلماء ، و لا يمله الأتقياء ، و لا يخلق على كثرة الرد ، و لا تنقضي عجائبه ، و هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، من علم علمه سبق ، و من قال به صدق ، و من حكم به عدل ، و من عمل به أجر ، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".
6ـ الهداية في الدنيا والآخرة:ـ
قال تعالي {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101)}[آل عمران].هذا القرآن من يتمسك به يوفق، يرشد.
وهذا الاعتصام له فائدة عظيمة يوم القيامة، بعث النور يوم القيامة فقال تعالي { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)}[الحديد].
7ـ يعصم من التلون والنفاق..
ولذلك قال بعض السلف:"من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل"
هذا الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
ابتليت الأمة بفتنةٍ جديدة كبيرة، يقودها إمامُ المسلمين، إنَّه المأمون، ومع الأسف لم يكن له حظٌّ من اسمه؛ إذ اعتقد المأمونُ قولَ المعتزلة أنَّ القرآن مخلوق، وجعل يَمتحن الناس على ذلك، ومن لم يُجب، قتَلَه، حتى جاء الإمام أحمد.
سِيق الإمام مقيدًا بالأغلال، وقد توعَّده المأمون وعيدًا شديدًا، قبل أن يصل إليه، وأقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم- لئنْ لم يجبْه ليقتلنَّه بالسيف، وهنا يأتي الصالحون، أهل البصيرة؛ لينتهزوا الفرصة؛ ليلقوا بالوصايا التي تثبِّت في المواقف الحَرِجة،
ففي "السير": أنَّ أبا جعفر الأنباري قال: لما حُمل الإمام أحمد إلى المأمون أُخبرت، فعَبَرت الفُراتَ وجئته، فسلمت عليه، وقلت: يا إمامُ، أنت اليومَ رأسٌ، والناس يقتدون بك، فوالله لئنْ أجبتَ إلى خلق القرآن، ليُجيبنَّ خلقٌ كثير، وإنْ لم تُجب ليمتنعنَّ خلق كثير، ومع هذا فإنَّ الرجل إن لم يقتلك، فإنك تموت، لا بد من الموت، فاتَّقِ الله ولا تجبه.
والإمام أحمد في سياق رحلته إلى المأمون يقول: وصلنا إلى رحبة، ورحلنا منها في جوف الليل، قال: فعرض لنا رجل، فقال: أيُّكم أحمد بن حنبل؟ فقيل: هذا، فقال: يا هذا، ما عليك أن تُقْتَلَ ها هنا وتدخل الجنة، ثم قال: أستودعك الله، ومضى.
وأعرابي يعترضه، ويقول: يا هذا، إنك وافدُ الناس، فلا تكن شؤمًا عليهم، إنَّك رأس الناس، فإياك أن تجيبهم إلى ما يدْعونك إليه، فيجيبوا، فتحمل أوزارَهم يوم القيامة، إن كنت تحب الله فاصبر، فوالله، ما بينك وبين الجنة إلاَّ أن تقتَل.
ويقول الإمام أحمد: ما سمعتُ كلمةً مُذ وقعتُ في هذا الأمر أقوى من كلمةِ أعرابي كَلَّمني بها في رحبة، قال: يا أحمدُ، إنْ يقتلْك الحق متَّ شهيدًا، وإن عِشت عشتَ حميدًا، فقوَّى بها قلبي.
ولما وصل للمأمون، جاء خادم للإمام أحمد بن حنبل وهو يكفكف دموعه، ويقول: "عز عليَّ يا أبا عبدالله أنْ جَرَّد أميرُ المؤمنين سيفًا لم يُجرِّده قطُّ، وبسط نطعًا لم يبسطه قط...".
فبرك أحمد على ركبتيه، ولحظ إلى السماء بعَيْنِه، ثم قال: سيدي، غَرَّ هذا الفاجرَ حِلمُك، حتى تَجرَّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهم فإن يكنْ القرآنُ كلامَك غيرَ مخلوق، فاكْفنا مؤنته، فما مضى الثُّلث الأول من الليل إلاَّ وقد جاء الصَّريخ: لقد مات أمير المؤمنين، وذلك في عام مائتين وثمانية عشر.
ثم تولَّى بعده المعتصم، وقَدِ اتَّخذ له مستشارًا مُبتدعًا، يسمى أحمد بن أبي دؤاد، فسَمَّم أفكاره، ولم يزل يحرضه على أهل السنة.
وهكذا يعذَّب الإمام أحمد في سبيل عقيدته، تُخلَع يداه، ويُجلد بالسياط الكثيرة، يختار الظالمون له عددًا من قُساة القلوب، وغِلاظ الأفئدة؛ ليجلدَه كلُّ واحدٍ منهم سَوطيْن بكُلِّ ما أوتيَ من قوة، وهم يتعاقبون عليه، وهو ثابت كالطَّوْد الأشمِّ، لا يتراجع أبدًا، يُغمى عليه من شدة التعذيب، ثم يفيق، فيُعرَض عليه الأمر فلا يتراجع.
قال أحمد: في اليوم الذي خرجتُ فيه للسياط، ومُدَّتْ يَدايَ للعَقَّابين، إذا أنا بإنسانٍ يَجذب ثوبي من ورائي ويقول: تعرفني؟ قلت: لا، قال: أنا أبو الهيثم العيار، اللصُّ الطرَّار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أنِّي ضُربت ثمانيةَ عشر ألف سوط بالتفاريق، وصبرتُ في ذلك على طاعة الشيطان لأجل الدُّنيا، فاصبر فأنت في طاعة الرحمن لأجل الدِّين.
فكان الإمام أحمد دائمًا يقول: رحم الله أبا الهيثم، غفر الله لأبي الهيثم، عفا الله عن أبي الهيثم، وفي عام مائتين واثنين وثلاثين تولَّى المتوكل -رحمه الله- فنصر الله به الدين، وأقام به السُّنة، وأظهر عقيدة السلف أهلِ السنة ودعا إليها، بعد ابتلاء أهلها وفتنتهم وامتحانهم على عهد ثلاثة من الخلفاء قبله؛ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)} [هود].
ولَمَّا أُهِينَ الإمامُ أحمد -عليه رحمةُ اللهِ- من قبل ابن أبي دؤاد، رفع يديه إلى مَن ينصُر المظلوم، وقال: "اللهم، إنَّه ظلمني، وما لي من ناصرٍ إلا أنت، اللهم احبسهُ في جِلْده وعَذِّبه"، فما مات هذا حتى أصابه الفَالِج، فيَبِسَ نصفُ جسمه، وبقي نصف جسمه، فدخلوا عليه وهو يَخورُ كما يخور الثور، ويقول: أصابتْني دعوةُ الإمامِ أحمد، ما لي وللإمامِ أحمد، ما لي وللإمامِ أحمد.
ثم يقول: واللهِ، لو وقعَ ذباب على نصفِ جسمي لكأَنَّ جبال الدنيا وُضعت عليه، أمَّا النصف الآخر، فلو قُرض بالمقاريض ما أحسستُ به.
لا يثبت أمام الفتن إلا من اعتصم بالكتاب والسنة.
دخل أبو مسعود على حذيفة قال: اعهد إلي، قال: ألم يأتك اليقين؟ قال: بلى وعزة ربي، قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.
8ـ النجاة وقت الشدائد :ـ
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب مُجَابي الدعوة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكنى أبا معلق، وكان تاجرًا يتَّجر بمال له ولغيره، وكان له نُسُك وورع، فخرج مرة فعقبه لصٌّ مقنع في السلاح، فقال: ضَعْ متاعك فإني فاتلك، قال: شأنك بالمال، قال: لست أريد إلا دمك، قال: فذرْني أصلِّ، قال: صلِّ ما بدا لك. فتوضأ ثم صلّى فكان من دعائه: يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بعزَّتك التي لا تُرام، وملكك الذي لا يُضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني.
قالها ثلاثاً؛ فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني رأسه، فطعن اللصَّ فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني الله بك، قال: إني مَلك من أهل السماء الرابعة؛ لما دعوتَ سمعتُ لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانياً فسمعتُ لأهل السماء ضجّة، ثم دعوتَ ثالثاً فقيل: دعاء مكروب، فسألتُ الله أن يوليني قتله، ثم قال: أبشر واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب.
فهذا الصحابي الجليل لما اعتصم بالله ودعاه من شر هذا اللص أنقذه الله من الهلاك بملك أيَّدَه من السماء.
================================
رابط doc
رابط pdf