ظهر من يلقب نفسه بالداعية الاسلامى ( محمد هداية ) على احدى القنوات الفضاىية وتعرض فى حديثة عن :
حكم الصدقة الجارية عن الميت وذكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم ( اذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاث : صدقة جارية اوعلم ينتفع به او ولد صالح يدعو له ) وقال ما نصه :::
ان هذه الأفكار هى أفكار يهودية اسرائيليه وقال بأن الصدقه الجارية التى يفعلها الحى للميت لاتنفعه والدعاء من الحى للميت لا ينفعه الا من ولد صالح
وقال عن الصدقه من اجراها هو اى ( الميت ) وعن الولد الصالح من أصلحه هو أى ( الميت ) .ووصف من يفعل صدقة للميت بأن هذا درب من الخبل ..... وتعرض لقراءة القرأن ووهب ثواب القراءه للميت بأن هذا ..... ( قلة أدب ) !!!!! وقال بأن القارئ ليس مالك للثواب ومن ادراه انه سيأخذ ثواب اصلا ....
.........................................
.الردعليه ...................................................
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقول بتوفيق الله وعونه ...
بأن كلام هذا الرجل فيه تجاوز شديد ناهيك عن عدم فهم النصوص ووصف الأمة كلها والنبى والصحابه والسلف الصالح والتابعين وعلماء الامة قديما وحديثا بالخبل .. !!!!! ولم يفرق بين الكافر والمؤمن العاصى ........
وسابين بفضل الله عدم صحة ما قالة فى نقاط :
اولا :
حديث ( اذا مات الانسان انقطع عنه عمله الامن ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له )
1 ) ليس فيه ما يمنع عمل غيره عنه ...لان نص الحديث واضح جدا أن عمل الميت هو الذى انقطع عنه ... اما عمل غيره له لم ينقطع ...
2 ) وقوله ولد صالح يدعوا له .... يكون هو الذى اصلحه ... فليس شرطا ان يكون الاب هو الذى اصلح الابن ..احيانا يكون الاب فاسق ومبتدع ومن المجرمين وولده صالح ومطيع لله وناصح لابيه وابيه مازال فى طريق الغواية ...
وليس شرطا ان يكون لهذا الميت ولد ممكن يكون الميت لم ينجب اصلا ...
3 ) وعن ثواب قراءة القرأن قال هذا ( قلة ادب ) ومن ادراك انك اخذت ثواب على قراءة القران : هذا فيه حجر على الله وحجر على رحمة الله وكرمه ولم يعرف ان وعد الله بالخير والثواب اجمع اهل السنه على انه لا يتخلف وهذا تفضلا منه سبحانه وقال النبى ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنه والحسنة بعشر امثالها ................) فلا يجوز ان يأتى من يقول انك اذا قرأت القرأن من ادراك انك اخذت ثواب !!!!!!
اما وعيده وهو العقاب فيجوز ان يتخلف وهذا ايضا كرم وفضل من الله ..
وقد ذكر ابن تيمية فى فتاويه ج 24 ص 366 ما ملخصه
( الاتفاق على وصول ثواب العبادات المالية كالصدقة وغيرها كما يصل الدعاء والاستغفار أما الاعمال البدنية كالصلاة والصيام والقرأن فاختلفوا فيها ... والصواب ان الجميع يصل اليه وقال هذا مذهب الامام احمد ابن حنبل والامام ابو حنيفه وطائفه من اصحاب مالك والشافعى .)
4 ) وقال بأن النبى لم يفعل ذالك .... وهل يخفى على احد أن النبى ضحى بكبشين املحين اقرنين وقال هذا عنى وعن اهل بيتى وذاك عن من لم يستطع من امتى ) !!!!!!!!!!
5 ) انه لم يفرق بين الكافر والمؤمن .. فالكافر لا ينفعه عمل غيره الصالح له .. اما المؤمن فينتفع ....
........................................................................................
من اعتقد ان الانسان لا ينتفع بعمل غيره فقد خرق الاجماع وذلك باطل من عدة وجوه :
1 ) ان النبى يشفع لأهل الموقف فى الحساب ثم لأهل الجنه فى دخولها .. .....فهذا انتفاع ليس من عمله .
2 ) ان الانسان ينتفع بدعاء غيره ... ( استغفروا لأخيكم فانه الان يسأل ) (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا والاخواننا الذين سبقونا بالإيمان .....) ......
وهذا انتفاع يسعى الغير
3 ) ان النبى يشفع لأهل الكبائر فى الخروج من النار .......وهذا انتفاع بسعى البغير
4 ) ان الملائكة يستغفرون ويدعون لمن فى الارض ..... وهذا انتفاع بعمل الغير
5 ) ان الله يخرج من النار من لم يعمل خيرا قط تفضلا منه سبحانه من المؤمنين ..... وهذا انتفاع ليس بعمله
6 ) ان اولاد المؤمنين يدخلون الجنه بعمل أبائهم ..... وهذا انتفاع بسعى الغير
7 ) قال تعالى فى قصة الغلامين اليتيمين ( وكان ابوهما صالحا )....وهذا انتفاع بعمل الغير
8 ) ان الميت ينتفع بالصدقه عنه بالاجماع ......... وهذا انتفاع بعمل الغير .
9 ) ان الحج المفروض يسقط عن الانسان بحج غيره عنه ...... وهذا انتفاع بسعى الغير
10 ) ان الحج المنذور والصوم المنذور يسقط عن الميت بعمل غيره ....... وهذا انتفاع بسعى الغير .
11 ) ان النبى امتنع عن الصلاة على الميت المدين حتى يقضى دينه فقضى سيدنا على عن واحد وقضى سيدنا قتادة عن اخر ... وهذا انتفاع بعمل الغير
12 ) ان النبى قال لمن صلى وحده ( الا رجل يتصدق على هذا فيصلى معه )..... فحصل له ثواب الجماعه بعمل غيره .
13 ) ان الانسان تبرأ ذمته من الديون بقضاء غيره عنه ..( الغارمين ) ............وهذا انتفاع بعمل الغير
14 ) ان من عليه مظالم اذا حلل منها سقطت عنه ........ وهذا انتفاع بعمل الغير .
15 ) ان الجار الصالح ينفع فى المحيا والممات .......... وهذا انتفاع بعمل الغير .
16 ) ان جليس اهل الذكر يرحم بهم .. ولم يجلس للذكر بل لحاجه ( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ) ....... وهذا انتفاع بعمل الغير .
17 ) الصلاة على الميت والدعاء له ...... انتفاع بعمل الغير ..... والا منصليش بقى صلاة جنازة !!!!!!!!!
18 ) ان الجمعه تحصل باجتماع العدد والجماعة بكثرة العدد ....... وهذا انتفاع بعمل الغير .
19 ) ان الله قال لنبيه ( وما كان الله معذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ...... وهذا انتفاع بعمل الغير
20 ) ان الابناء الصغار والزوجه ينتفعون باخراج الرجل عنهم زكاة الفطر ........ وهذا انتفاع بعمل الغير ....
اذن الذى انقطع هو عمل الميت ....... وليس عمل غيره له.
.......................................................................................................
ثالثا : من يقول بأن كلام محمد هداية بأن الانسان لا ينتفع بعمل غيره بل ينتفع بعمله وسعيه فقط ...
تؤيده الاية التى تقول ( وان ليس للانسان الا ما سعى ) :
مردود عليه :
الجواب فى النقاط الاتيه :
1 ) ان الاية منسوخه بقوله تعالى ( والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شئ .....)
فالله سبحانه يلحق الذرية بالاباء زيادة فى تنعيمهم تفضلا منه سبحانه ... وهذا انتفاع بعمل الغير .
2 ) ان الاية خاصة بشريعة سيدنا موسى وسيدنا ابراهيم .اما فى شريعتنا فالامر على خلاف ذلك ...لان سياق الكلام هكذا .... ( ام لم ينبأ بما فى صحف موسى .. وابراهيم الذى وفى ) ما الذى فى صحف موسى وابراهيم ( الا تزروا وازرة وزر اخرى .. وان ليس للانسان الا ما سعى )
3 ) ان عدم انتفاع الانسان بعمل الغير خاص بالكفار اما المؤمن فينتفع بسعى غيره
4 ) ان اللام فى كلمة ( للانسان ) بمعنى .. على .. مثل قوله ( ولهم اللعنه ) اى عليهم اللعنة ..
والمعنى ان الانسان ليس عليه الاعملة اى ان ذلك فى العقاب .. اما الثواب فليس هناك ما يمنع من انتفاع الغير .
5 ) ان الاية تبين انه ليس للانسان الا عمله استحقاقا عن طريق العدل .... اما عن طريق الفضل والكرم فهو ينتفع بعمل غيره له .
........................................................................................................
واخير اقول :
ان امثال هؤلاء الذين ليس عندهم فهم لصحيح الدين من افسدوا على الناس دينهم ودنياهم
وهذا الرجل وصف الامة كلها ابتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاءا بعلما الامة المعاصرين ..... ( بالخبل ..... وقلة الادب )
وحجر على رحمة الله الواسعه التى قال عنها ( ورحمتى وسعت كل شئ ) .
فجميع الاعمال الصالحه التى يفعلها الحى للميت تصل اليه .
...........
كتبه : ابراهيم راغب فضيلة .
عضو لجنة الفتوى بالازهر الشريف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق