للخطابة طرق للتحصيل وعوامل للرقي، فمن
طُرق تحصيلها:
الموهبة والاستعداد الفطري، ودراسة أُصول
الخطابة، ودراسة كثير من كلام البلغاء، وحفظ الكثير من الألفاظ والأساليب، وكثرة
الاطلاع على العلوم المختلفة، والتدريب والممارسة.
تمثل خطبة الجمعة منبرا دائما للمسلمين؛
فالناس تأتي طواعية كل أسبوع للاستماع إلى الخطيب فيما يلقي عليهم من وعظ وإرشاد،
وتصنف فيما يعرف بالإعلام المباشر، وهو أقوى أنواع الإعلام، وذلك عائد إلى عدة
أمور...
1ـ أنها عبادة مفروضة:
بل من أعلى العبادات قدرا، ولهذا شدد
النبي (ﷺ) التحذير في تركها، وجعل من يتركها ثلاث مرات فقد طبع على قلبه.
2ـ أنها ساحة للالتقاء بين المسلمين
بأكبر تجمع:
ولهذا جاء النهي عن تعدد مساجدها، بل تصلى
في المسجد الجامع، فلا ينتقل إلى مسجد حتى يمتلأ المسجد الكبير، وذلك بقصد أن تكون
خطبة الجمعة أكبر تجمع للمسلمين، يلتقون فيطرح عليهم الخطيب أهم القضايا التي تهم المجتمع
الذي يعيش فيه.
من أهم أسباب التنفير في خطبة
الجمعة ما يلي:
أولا: غياب الإعداد الجيد:
فكثير من الخطباء لا يحضرون خطبة الجمعة
إلا ليلة الجمعة، بل ربما صبيحتها، ومن ثم لا يستغرق إعدادها إلا نزراً يسيراً من الوقت، وهذا يعني النزر اليسير من
الفائدة.
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "فخذوا
حذركم من إبليس وأتباعه.. لا تدعوا الأمر بالمعروف وإن قصرتم في بعضه، ولا تدعوا
النهي عن منكر وإن كنتم تواقعون بعضه، وعلموا الخير وإن كنتم لا تأتونه كله".
]رسائل ابن حزم].
من أسباب عدم التحضير الجيد أن الخطباء لم
يتدربوا في الكليات الشرعية على كيفية التحضير والتجهيز لخطبة الجمعة، فليست هناك دورة
في الإعداد لخطبة الجمعة ، وليست هناك ورشة عمل لخطبة الجمعة..
إن
غالب الخطباء الذين تخرجوا من الكليات الشرعية يدرسون سنوات طويلة؛ لكنه رغم هذا
لم يعتل منبرا، ولم يمارس الخطابة في مرحلة الطلب، فيتخرج
ويصبح إماما وخطيبا، فيتعلم في الناس، ولا
يدري من أين يبدأ..
ثانيا : الجهل بالمراجع
والمصادر:
فمن الخطباء رغم دراسته في الكليات
الشرعية ليست عنده مكتبة مناسبة، وإن كان عند بعضهم لكنه لا يدري من أي كتاب
يستقي، لذا يلجأ لخطبة قديمة له أو خطبة من كتاب أو من الانترنت، فيلقيها لا روح
فيها ولا ترتبط بواقعه وليس عليها بصماته الشخصية.
ثالثا :غياب الوعي الكلي
بتأثير خطبة الجمعة لدى الخطيب:
فكل الخطباء يدرك تأثير خطبة الجمعة؛ لكنه
لا يدرك أن تأثيرها أكبر مما يتصور، فقد أجريت دراسة عن تأثير خطبة الجمعة في إحدى
الدول الإسلامية، وكانت النتائج أن 78% يتأثرون تأثرا كبيرا بالخطبة، وأن 71%
يلتزمون ما يقوله.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "علامة
الزهد في الدنيا وفي الناس، أن لا تحب ثناء الناس عليك، ولا تبالي بمذمتهم، وإن
قدرت ألا تعرف فافعل، ولا عليك ألا تعرف، وما عليك ألا يثنى عليك، وما عليك أن
تكون مذموما عند الناس إن كنت محموداً عند الله"[ حلية الأولياء]
رابعا: انفصال خطبة الجمع عن
قضايا الأمة والمجتمع:
فكثير من الخطب مكررة وجافة تفقد روح
النصوص ورونقها، ولا ترتبط بمجتمع الخطيب ولا بأمته؛ فالخطبة في واد وحال المجتمع
والأمة في واد آخر، وهذا من كتمان العلم وعدم بيانه للناس وقت حاجتهم له.
من الواجب أن تلتحم خطبة الجمعة مع واقع
الناس وأحوالهم، وأن تكون معبرة عن قضاياهم واهتماماتهم، معالجة لمشاكلهم وهمومهم،
فتكون لها قيمتها في نفوس المصلين.
ومن المنفرات من خطبة الجمعة أن طائفة من
الخطباء يطيلون الخطبة، ولو كان المسجد صغيرا ضيقاً، أو كان الجو صيفاً والناس
يتصببون عرقاً، فهو لا يشعر بمعاناة الناس جراء إطالته، وربما أطال خطبته في تكرار
ممل واستطراد مخل.
سادسا ضعف أسلوب الخطبة:
يشعر الإنسان أحيانا أنه مجبر لسماع خطبة الخطيب،
فلا يجد فيها معلومة جديدة، ولا أسلوباً جيداً، بل يتخبط الخطيب في أسلوبه، فلا إدراك
للتراكيب اللغوية، ولا مراعاة للقواعد اللغوية.
الواجب على الخطيب أن ينمي مهاراته اللغوية،
وأن يدرب نفسه على التحدث باللغة العربية الفصحى اليسيرة، التي تكون بعيدة عن التقعر
اللغوي، وهي في ذات الوقت تحافظ على النسق اللغوي، وقواعد اللغة وجمالها.
سابعا- عدم تطوير الخطيب نفسه:
فبعض الخطباء لا يكتسبون مهارات جديدة تعينهم
على أداء وظيفتهم على أكمل
وجه، كدورات في التخطيط، أو دورات في الإلقاء،
أو دورات في البحث والإعداد أو غيرها، وقد يكون السبب في ذلك : ضعف همتهم، أو عدم رغبتهم
بهذه الوظيف ة، أو لمكافأتها الزهيدة.
10 نصائح مهمّة لتطوير مهاراتك في
التحدّث أمام الآخرين والتغلّب على التوتر المصاحب لهذا الأمر:
1- التوتر أمر طبيعي، تدرّب وجهّز
نفسك:
يشعر الجميع بردود فعل فيزيولوجية كتزايد نبضات
القلب وارتجاف اليدين، وهو أمر طبيعي فلا تربطه بفكرة أنّك ستقدّم أداءً سيّئًا.
الأدرينالين الذي يدفعك للتعرق والشعور بالتوتر
هو أيضًا سبب لجعلك أكثر انتباهًا واستعدادًا لتقديم أفضل ما عندك.
وأفضل طريقة للتغلّب على القلق هي التحضير
والتحضير ثمّ التحضير.
خذ وقتك للاطّلاع على خطابك عدّة مرّات،
وبمجرّد أن تألفه، تدرّب على إلقائه جيّدًا، يمكنك أن تصوّر فيديو لنفسك، أو أن
تتدرّب أمام المرآة، كما يمكنك أن تلقي خطابك أمام أحد أصدقائك وتطلب منه أن يقيّم
أداءك.
2- اعرف جمهورك، فخطابك موجّه إليك
وليس لهم!
فقبل أن تبدأ بكتابة خطابك، اعرف أوّلاً لمن
هو موجّه، حاول أن تعرف ما أمكنك عن مستمعيك، فهذا سيساعدك على انتقاء الكلمات المناسبة،
ومستوى المعلومات التي ستطرحها بل وحتى العبارات التحفيزية التي قد تستخدمها.
3- رتب المعلومات بطريقة فعّالة
تحقّق الهدف من الخطاب:
حيث يتعين عليك وضع خطّة لسير خطابك أمام الجمهور.
ابدأ بكتابة الموضوع.
الهدف
العام منه.
الأهداف المحدّدة.
الفكرة الرئيسية والنقاط الأساسية فيه.
واحرص على جذب انتباه الجمهور خلال الـ 30
ثانية الأولى من الحديث.
4- ابحث عن التغذية الراجعة وتكيّف
معها :
ابقِ تركيزك على الجمهور، وحلّل ردود أفعالهم
وبناءً على ذلك عدّل رسالتك. لابدّ من أن تكون مرنًا في خطابك فالخطابات الجامدة قد
تفقد الجمهور اهتمامهم وتربكهم.
5- دع شخصيّتك تظهر على الملأ
:
كن على طبيعتك، فبحسب العديد من الدراسات،
تستطيع تحقيق مزيد من المصداقية إذا سمحت لشخصيّتك الحقيقية بأن تظهر أمام جمهورك،
الذين سيثقون
أكثر بما تقوله في حال رأوك تتصرّف على طبيعتك
بعيدًا عن التصنّع.
6- امتلك روح الدعابة واستخدم القصص
واللغة الفعّالة :
لا ضير على الإطلاق من إدخال عنصر الفكاهة
إلى خطابك فمن خلاله ستحصل على اهتمام الجمهور.
في غالب الأحيان يفضّل الجمهور رؤية لمسة شخصية
في الخطاب، ويمكن أن تعطي قصّة قصيرة هذا المفعول.
7- لا تقرأ خطابك إلاّ إذا كنت
مضطّرًا
فالقراءة من نصّ ورقي أو من شاشة العرض سيقطع
الاتصال مع الآخرين، في حين أنّ الحفاظ على التواصل البصري مع الجمهور يضمن بقاء التركيز
عليك وعلى رسالتك ، ولا ضير من الاستعانة بملاحظات مختصرة لتذكّرك بالنقاط الأساسية
لخطابك.
8- اجعل جسدك يتحدّث :
لا تنسَ أبدًا أنّ مهارات التواصل غير اللفظية
توصل ما يزيد عن 75% من الرسالة ، لذا احرص على استخدام الجسد بطريقة فعّالة وتخلّص
من الإيماءات المتوتّرة.
لغة الجسد الصحيحة لا تجذب الانتباه إلى الحركات
نفسها وإنّما تساهم في إيصال أفكار المتحدّث بوضوح.
9- اجذب انتباه الجمهور في البداية
واحرص على تقديم خاتمة مميّزة:
هل تستمتّع بخطاب يبدأ بجملة: "اليوم
سأحدّثكم عن هذا أو ذاك؟" على الأرجح ستجيب بالنفي.
إذن بدلاً من الجمل المملّة، يمكنك أن تستفتح
خطابك بإحصائية مدهشة، أو قصة ممتعة أو بسؤال مثير للاهتمام.
واحرص أيضًا على إنهاء الخطاب بعبارة قويّة
ومميّزة لتعلق في ذهن الجمهور لأطول فترة ممكنة.
10- استخدم الوسائل المرئية بحكمة
:
فالكثير منها قد يكسر حلقة التواصل المباشر
مع الجمهور، لذا استخدم الوسائل المرئية كالصور والفيديو أو عروض الـ "Power
Point" باعتدال حتى تعزّز خطابك وتوضّحه. وتكون سببًا لشدّ انتباه جمهورك.
وأخيرًا تذكّر دائمًا أنّ الحديث مع الجمهور
لا يمكن أن يكون مثاليًا ولن تكون أبدًا مستعدًّا مئة بالمئة، ولا أحد يتوقّع منك أن
تكون كذلك، لكن تخصيص الوقت الكافي لمراجعة خطابك واتبّاع النصائح السابقة سيقلّل بلا
شك من توتّرك ويسهم في جعلك تقدّم خطابًا سلسًا أمام الجمهور!
التحضير الجيد
للخطبة
الخطابة إحدى الركائز الأساسية والوسائل المهمة
في الدعوة إلى الله، فهي تُمثِّل مظهر الحياة التي تجعل القيم النبيلة والمثل الرفيعة،
والأخلاق الفاضلة تصل من قلب إلى قلب، ومن فكر إلى فكر، فتُنعش الروح ويتجدَّد الإيمان،
فلا غرو أن تكون بذلك من شعائر الإسلام.
عندما يستشعرُ الخطيبُ أنَّ أُناساً فرَّغوا
أنفسهُم من أجله، وجاؤهُ مُتطهرينَ
مُتطيبين، مُنصتينَ مُتأدبين، فلا أقلَّ من
أن يحترمَ حضورهم، ويُقدِّرَ سعيهم، وأن لا يُسمعهم من الكلام إلا الفائقَ الرَّصِين،
والجيدَ المتين ..
وما لم يكن الخطيبُ شديدَ القناعةِ بأهمية
ما يفعل، قويٌّ الشُعورٌ بالمسؤولية، موطِناً نفسهُ على الصبر وتحمُلِ الأذى، يملكُ
رغبةً صادقةً في خِدمة دينهِ، وتبليغِ دعوته... وإلَّا فلا يمكنُ لهُ أن ينجحَ بالشكل
المأمول..
وما لم يملك الخطيب رغبةً صادقةً في خِدمة
دينهِ، وتبليغِ دعوته، حريصاً على هدايةِ الناسِ ونفعِهم، فيتفاعلَ بقوةٍ مع موضوعه,
ويُلمَّ بكُلِّ جُزئياتهِ وفُروعهِ، ويُعطيهِ ما يلزم من جُهدٍ ووقتٍ وتركيز، حتى يفرغَ
من إعداده وطباعتهِ، وإلَّا فلا يمكنُ لهُ أن ينجحَ بالشكل المأمول
أول خطوات التحضير الجيد هي: حسن
اختيار الموضوع:
فحسن اختيار الخطيب لموضوعه، مظنة من فقهه،
وعلامة على خبرته وعلو كعبه، ودليل على عمق معرفته بما يناسب المدعوين؛ لأن بعض المواضيع
أهم من بعضها، بل بعضها لا يصلح طرحه على المنبر أصلا..
وحتى يكون اختيار الموضوعِ حسنا عليه مراعاة
ما يلي:
1- وحدةُ الموضوع: أي أن
تكونَ جميعُ العناصرِ والأفكارِ تدورُ حولَ غرضٍ واحدٍ ..
2- أن يخدمَ الموضوعُ هدفاً
مُهمَّاً من أهداف الدِّين، وأن يكونَ عامَّ النفعِ لجميع السامعين..
3- أن يكونَ الموضوعُ مُشوقاً
جذاباً .. يرتبطُ بحياة النَاس، ويحقِّقُ تطلُعاتهم، ويُعالجُ
القضايا التي تهمُهم وتُلامِسُ احتياجاتهم .. وهذا يتطلبُ من الخطيب أن يكونَ مُلمّاً
بأحوال المخاطبين، خبيراً بواقِعهم، دارِساً لبيئتهم..
4- أن يكونَ الموضوعُ مُناسبًا
لمستوى عُقولِ المخاطبين وثقافتِهم؛ ففي صحيح مسلمٍ عن ابن مسعود رضي
الله عنه- أنه قال: "ما أنتَ بمحدثٍ قوماً حديثاً لا تبلُغهُ عُقولُهم إلا كان
لبعضِهم فتنة".
5- أن يكونَ الموضوعُ محلَّ
اتفاقٍ بين أهلِ العلم، فيتجنَّبُ مسائلَ النزاعِ ومواضيعَ الخلافِ،
فإنَّ منبرَ الجمعةِ يجمعُ ولا يُفرق، ويُسكِّنُ ولا يُنفِر..
6- أن يتوافقَ الموضوعُ مع أهدافِ
الخطيب،
فذلك أدعى لتفاعلِه مع الموضوعِ بشكلٍ أكبر..
7- أن يتمَّ اختيارُ الموضوعِ
قبلَ فترةٍ كافيةٍ من إلقاءه، (ليتسنى تحضيرهُ بشكلٍ جيد)..
8- أن تكونَ المعلوماتُ اللازمةُ
للموضوع مُتوفرةً، ويمكنُ الحصولُ عليها..
9- بعضُ المواضيعِ الطارئةِ تفرضُ نفسها، كحدثٍ
خطيرٍ، أو خطبٍ عاجِل..
وحينها فلا ينبغي تأخيرُ البيانِ عن وقته..
10- أنَّ يتجنبَ التِّكرارَ
الممِل،
فيُجدِّدَ المواضِيعَ، ويُنوِّعَ في الطَّرح، وحتى إن اضطُرَ لتكرار موضوعٍ ما, فينبغي
أن يُعالجهُ بطريقةٍ جديدة..
الخطوةُ الثانية: جمع أكبرِ قدرٍ
ممكنٍ من المعلومات :
فبعد أن يستقرَ الخطيبُ على موضوعٍ معين، عليه
بعدها جمع أكبرِ قدرٍ ممكنٍ من المعلومات عنه، ومحركاتُ البحثِ على الإنترنت أسهلُ
وأفضلُ وسيلةٍ تُوصِلُ الباحثَ لكلِّ ما يحتاجهُ من معلوماتٍ بشكلٍ دقيقٍ، وبكمياتٍ
هائلةٍ، وفي غضونِ ثوانٍ معدودة، وبدونِ مقابل.
وحيثُ أنَّ هناك الكثيرَ من المواقع المتخصصةِ
التي تحتوي على مئات الآلافِ من الكتب، وعشراتِ الآلافِ من الدروس العلميةِ والخطب،
والتي يجدُ الباحثُ فيها بُغيتهُ وزيادة.. فعلى الخطباء وطلبةِ العلمِ معرفة قيمةَ
هذه النِّعمةِ العظيمةِ، والوسيلةِ المتاحةِ وأن يُحسنوا استثمارَها.
الخطوةُ الثالثةُ: القراءة
المتأنية :
بعد أن تشعرَ بالرضا عمَّا جمعتهُ من معلوماتٍ
(للملفات الثلاثة) عُد إلى وثيقتك الأولى: (سجل خطبة الزكاة) واقرأهُ جميعه قراءةً
مُتأنية، لاختيارِ أفضلِ وأنسبِ ما فيه من مقاطعَ وفقرات، وانقلِها إلى وثيقةٍ جديدةٍ
سمِّها مثلاً: وثيقة خطبة الزكاة.
الخطوةُ الرابعةُ : فلترة ما قرأت :
هي دمجُ واختصارُ وتصفيةُ نصوصِ وفقرات مع
تنسيقِ وتعديلِ وإعادةِ صياغةِ ما يحتاجُ إلى أيٍّ من ذلك، للخروج بخلاصةٍ مبدئيةٍ
للموضوع، وبحيثُ لا يزيدُ الطولُ النهائي للوثيقةِ عن خمسِ صفحات ويكونُ كل عُنصرٍ
من العناصر في مقطعٍ لوحده.
الخطوةُ الخامسةُ: هي ترتيبُ العناصرِ
(المتبقية) ترتيباً منطقياً مناسباً:
يمكنك أن تكتفي بوضع رقمٍ يدلُ على ترتيب العُنصرِ،
ولا حاجةَ لنقله من مكانه..
الخطوةُ السادسةُ: بناءُ (مقدمةٍ)
قويةٍ :
فهي
مهمَّةٌ جداً؛ فالسامِعَ يتحفزٌ لأول كلام يسمعه؛ فإذا ما بهَرهُ الخطيبُ ببراعة استهلالهِ،
وروعةِ بيانه، وكانت مُقدِمَتهُ قويةً مُحكَمة؛ فسيتشوقُ لمتابعة بقيةِ
الموضوع، ممَّا يمكنُ الخطيبَ من الاستمرار
بكلِّ ثقةٍ وثبات..
وعادةً ما تشتملُ المقدمةُ على الأركان الشرعيةِ
الأربعةِ للخطبة وهي: حمدُ اللهِ والثناءِ عليه، وشهادةُ التوحيد، والصلاةُ على النبي
(ﷺ) ، والوصيةُ بتقوى اللهِ جلَّ وعلا مع آيةٍ من كتاب الله تبارك وتعالى ومن الأفضل
يليها مدخلٌ تشويقيٌ للموضوع..
وأمَّا (الخاتمة) فهي آخرُ ما يُسمعُ من الخطيب
وميزتها أنَّ لها الأثر الباقي، فتعطي الخطيبَ فرصةً أخرى لتعزيز ما طرحهُ من أفكارٍ
رئيسيةٍ طوالَ الخطبةِ، فيُنصحُ أن تكونَ الخاتمةُ بألفاظٍ جديدةٍ بليغةٍ، تُلخِصُ
العناصرَ بإيجازٍ مع إعادةٍ مُركزةٍ وقويةٍ للتوجيهات والتوصِيات..
وأمَّا الجزءُ الأخيرُ من الخاتمة فيشتمِلُ
على ما يُوحي بقرب النهايةِ, من وصايا مُكرَّرةٍ، وأدعيةٍ جامِعةٍ، وثناءٍ على الله
بما هو اهلُهُ، وصلاةٍ على المصطفى (ﷺ).. الخ
إن الدعوة الخطابية بحاجة إلى الخطيب، ذي العقل
الفسيح، والخيال المبتكر الذي يصنع الجودة والإبداع، في تعاطيه المنبري، ويخترق سُتور
الفائدة، ليستخلص روائع الدرر، ومحاسن العبر، وكرائم المواعظ.
وإذا ما كسل الخطيب عن القراءة واكتفى بالدراية
العامة، والتلقيط من هنا وهناك، كسدت بضاعته وضاق فكره، وكلت روحه وهان تأثيره وموقعه،
لذلك نؤكد هنا أن القراءة مفتاحه، والقراءة خياله، والقراء رقيه، والقراءة تأثيره وقيادته!!
الخطوةُ السابعةُ: الاسم
النهائي للموضوع:
افتح وثيقةً ثالثة سمِّها بالاسم النَّهائي
للخطبة مثلاً: (خطبة الزكاة) وقم بنقل المقدمةِ الأولى، ثم أنقل ثلثي النَّصوصُ والفقرات
(حسبَ الترتيب الذي حدَّدته ورقمته) ثمَّ الخاتمة الأولى ثمّ المقدمةُ الثانية، ثمَّ
بقيةُ الفقرات، ثم الخاتمةُ الثانية مع الدعاء.
وبعد هذه المراحل والخطوات
ما ستحصلُ عليه بعدها هي خطبةٌ ابتدائية
.. لا تزالُ بحاجةٍ إلى الكثير من التعديلات؛ مثلاً قد تحتاجُ إلى تفسير بعضِ الآياتِ،
وقد تحتاجُ إلى معرفة درجةِ صحةِ بعضِ الأحاديثِ أو شرحِ معناها ..
الخطوةُ الثامنةُ:
هي الاستفادةُ من وثيقة: (أقوال وحِكم الزكاة)
.. حيثُ يمكنكَ أن تختارَ وتقص منها ما يروقك، وما يصلُحُ للاستشهاد وترى أنه سيُثري
الموضوع، ويزيدهُ قوةً وتميزاً .. ثم تضعهُ (لصق) في الأماكن المناسبةِ من وثيقة الخطبةِ
النهائية ..
الخطوةُ التاسعةُ:
هي المراجعةُ الشاملة؛ حيثُ ينبغي إعادة قراءة
الموضوعِ كاملاً بما لا يقلُ عن
خمسِ
مراتٍ، وذلك لتصحيح الأخطاء، وتحسينُ صياغةِ الفقرات الركيكة، وإعادة ترتيب العناصر
وحسن تسلسلها، واختصارِ ما يمكنُ اختصارهُ لتجنب الطول، ومراجعة التنسيق
رابط pdf
https://www.raed.net/file?id=619259
رابط doc
https://www.raed.net/file?id=619260