9 مايو 2019

رمضان شهر العتق من النيران







الحمد لله رب العالمين ، جعل الفوز الحقيقي في العتق من النار والظفر بالجنة فقال تعالي {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  (185)}[آل عمران].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو علي كل شيئ قدير .. صرف العذاب عن أوليائه الصالحين الذين يخشونه في السر والعلانية فقال تعالي {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}[الأنعام].
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله () علمنا أن رمضان شهر العتق من النيران فقال (){إنَّ لله تعالى عتقاء في كل يوم و ليلة يعني  في رمضان وإنَّ لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة }[ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني].
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين ..
أما بعد : فيا أيها المؤمنون..
إن الله تعالي أعد الجنة لعباده الطائعين وأعد النار للعصاة والمذنبين فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله () قال: {كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبَىَ، قيل: ومن يأبى؟!، قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبَىَ }[رواه البخاري].
وفي رمضان يعتق الله تعالي خلق كثير من النار ،لذلك قال():{إنَّ لله عز وجل عند كل فطر عتقاء} [رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني]
فالسعيد كل السعادة من أعتقه الله من النار وفاز بجنة عرضها السماوات والأرض ، وكان حال الصحابة رضي الله عنهم معرفة أبواب الشر حتي يحذروها كما حذيفة بن اليمان يقول {كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني}[رواه البخاري]
لذلك كان حديثنا عن [رمضان شهر العتق من النيران ] وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ..
1ـ وصف النار في القرآن والسنة.
2ـ خوف السلف مع النار.
3ـ أسباب الوقاية من النار .
العنصر الأول :  وصف النار في القرآن والسنة:ـ
نارُ جهنمَ: حرُّها شديدٌ، وقعرُها بعيدٌ، ومقامُها وسلاسلُها نارٌ وحديد، وماؤها صَدِيْد...، فيها أوديةٌ وجبالٌ، مَن وَضَعَ يده على جبلٍ ذابتْ، فإذا رفعها عادتْ، وديتها مملوءةٌ قيحاً ودماً، طعامُ أهلها الزَّقوم، وشرابُهم الحميمُ، يُصهَر به ما في بطونهم والجلود، حَيَّاتُها كأمثال أعناق الجِمال، وعقاربها كأمثال البِغال، يبكي أهلُها الدُّموعَ، فإذا جَفَّتْ دموعُهُم بكَوا دماً يُقْرِحُ العيون، لو أرسلْتَ السُّفُنَ في دموعهم لَجرَتْ، لهم فيها شهيقٌ وزفيرٌ، وهي عليهم ويلٌ ولظىً وسقَرٌ وسعير، أهونُهم عذاباً رجلٌ في أَخْمَص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه.
لقد ذكر الله تعالي مجيء النار،في ذلك اليوم الرهيب، والموقف العصيب، يقول عز وجل عن ذلك المجيء الرهيب:  {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ(23)}[الفجر].
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه{يُجَاءُ بِجَهَنَّمَ تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا"[الطبراني في الكبير].
وقد قال عليه الصلاة والسلام: {يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها [رواه مسلم].
والزمام ما يشد به، وعند العرب ما يجعل في أنف البعير دقيقًا، وما يشد به رؤوسها من حبل، ونحوه.
ومعنى: يجرونها  أي يسحبونها.
فيؤتى بها في الموقف ليراه الناس، ترهيبًا لهم.
وقال النبي () {يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب} [رواه البخاري].
قال النووي: "أما السراب، فهو الذي يتراءى للناس في الأرض القفر، والقاع المستوي، وسط النهار في الحر الشديد لامعًا مثل الماء، يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا.
فالكفار يؤتون جهنم، وهم عطاش، فيحسبونها ماءً، فيتساقطون فيها.
وأنها تأتي أهلها بغتة، فتبهتهم وترعبهم وتفزعهم، كما قال تعالى:{لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)}[الأنبياء].
وأن جهنم تتكلم وتبصر،كما قال النبي () { تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إله آخر، وبالمصورين} [رواه الترمذي وهو حديث صحيح، صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي].
وقال تعالي {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)}[الفرقان]
وقال تعالي {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)}[ق].
وللنار أسماء كثيرة، يقول العلماء: إن كثرة أسماء الشيء تدل على عظمته.
أولاً من أسمائها...
1ـ النار:ـ
وهو أعم الأسماء وأشملها، وقد جاء تسميتها بالنار في نصوص كثيرة، كما في قوله تعالى:  {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ(81)} [البقرة].
وقال تعالي {وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)} [آل عمران].
2ـ جهنم:ـ  
كما في الصحاح: "جهنم من أسماء النار التي يعذب الله بها عباده
قال تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ (36)}[فاطر].
وقال تعالى:{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)}[النبأ].
وفي الصحيحين:{إذا اشتدت الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم}[رواه البخاري ومسلم].
3ـ لظى:ـ
قال تعالى {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى(15)}[المعارج].
معناه في اللغة: اللهب الخالص.
وقال ابن الأنباري: سميت لظى لشدة توقدها وتلهبها، يقال: هو يتلظى، يعني يتلهب ويتوقد، وكذلك: النار تتلظى، يراد بها هذا المعنى.
وقال تعالى:{فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى(14)}[الليل].
فحذرتكم أيها الناس، وخوفتكم نارًا تتوهج، وهي نار جهنم.
وقرأ عمر بن عبد العزيز: ليلة في صلاته {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى(1)} [الليل]فلما بلغ قوله تعالى:  {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى(14)} [الليل].
بكى، فلم يستطع أن يجاوزها، ثم عاد فتلا السورة، حتى بلغ الآية، فلم يستطع أن يجاوزها مرتين، أو ثلاثًا، ثم قرأ سورة أخرى غيرها.
فالذي أوقفه عن  القراءة قوله تعالى: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى(14)} [الليل].
لما عاش مع معناها، إنها لهب يشتد من توقدها.
4ـ سقر:ـ
 قال عز وجل: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ(26)}[المدثر] يعني سأدخله سقر.
وهو اسم من أسماء جهنم.
وسقر، مأخوذة في الأصل من كلمة: سقر، على وزن فقر، وتعني الذوبان والانصهار، من أثر حرارة الشمس.
فهي الشديدة المحرقة التي تغير الجلود، وقد قال عز وجل: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ(48)} [القمر] أي ذوقوا ألمً النار وغيظها ولهبها.
5ـ الحطمة:ـ
قال تعالى:  {كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}[الهمزة].
أي ليلقين هذا الذي جمع مالاً فعدده في الحطمة، وهي اسم من أسماء النار، وصفة لها؛ لأنها تحطم من فيها، ولهذا قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}[الهمزة].
قال ثابت البناني: "تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء، ثم يقول: لقد بلغهم منهم العذاب، ثم يبكي".
وقال محمد بن كعب رحمه الله: في قوله تعالى:  نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ [الهمزة: 6- 7].
تأكل كل شيء من جسده، حتى إذا بلغت فؤاده، حذو حلقه، ترجع على جسده"
وسميت حطمة؛ لأنها تحطم العظام وتكسرها"
وقد جاء في الحديث الصحيح:  فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضًا، فيتساقطون في النار [رواه البخاري ومسلم].
الحطم هو الإهلاك والكسر، والحطمة لكونها تحطم ما يلقى فيها.
6ـ الجحيم:ـ
قال تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ(12)}[التكوير].قال السدي: "أحميت".
وقال قتادة: "أوقدت، وإنما يسعرها غضب الله، وخطايا بني آدم.
وقال تعالى:  {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)}[الحاقة].
وقال النبي () {أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم} [رواه النسائي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وأصله في الصحيحين].
قال ابن منظور: والجحيم اسم من أسماء النار، وكل نار عظيمة في مهواة، فهي جحيم، من قوله تعالي {ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)}[الصافات].
7ـ السعير:ـ
قال تعالى: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}[النساء] أي عذابًا أليمًا حارًا لا يطاق في نار جهنم.
وقال تعالي:{وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}[الملك].
قال ابن منظور: وسعر النار والحر، يسعرهما سعرًا، وأسعرهما، وسعرهما، أي أوقدهما وهيجهما.
8ـ الهاوية:ـ
قال تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}[القارعة].
قال ابن جرير: "مأواه ومسكنه الهاوية التي يهوي فيها على رأسه في جهنم"[جامع البيان].
قال ابن كثير: "وإنما قيل للهاوية: أمه؛ لأنه لا مأوى له غيرها".
قال ابن زيد: "الهاوية النار، هي أمه، ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها، وقرأ: {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ (151)} [آل عمران].
وقد فسرت الهاوية: بأنها أسفل دركات النار.
9ـ السموم:ـ
قال تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ(27)} [الطور].
قال السعدي: "العذاب الحار الشديد حره.
وقال ابن عاشور: "السموم، بفتح السين، أصله اسم الريح التي تهب من جهة حارة جداً.
الريح الحارة جداً، يقال عنها في اللغة: سموم، وهي معروفة في بلاد العرب، تهلك من يتنشقها.
قال ابن منظور: والسموم الريح الحارة.
وقال ابن قتيبة: السموم حر النهار، والحرور حر الليل.
العنصر الثاني : خوف السلف من النار:ـ
لقد علم السلف رحمهم الله أن الله سبحانه يخوَّف بالنار عباده ، ويحب منهم أن يخافوه بخوفها ، وأن يخشوه بخشية الوقوع فيها ، وأن يحذروه بالحذر منها .
فالخوف من النار في الحقيقة خوف من الله ، والخائف منها خائف من الله ، متبع لما فيه محبته ورضاه.
وقد عَرَفَ السلف حقيقة النار ، وما أعدَّ الله فيها من ألوان العذاب وصنوف الهوان ، فاشتد خوفُهم ، وعَظُم فَرَقُهم ، فكانوا إذا مروا بآية من ذكر النار بكوا فرقاً ،كأن زفير جهنم في آذانهم ، وكأن الآخرة نصب أعينهم ، وها هي أقوالهم وأحوالهم تنبؤنا عن درجة هذا الخوف ، لعلنا نخاف منها كما خافوا ، ونحذر الوقوع فيها كما كانوا يحذرون .
يقول عمر رضي الله عنه :{لو نادى منادٍ من السماء : أيها الناس ، إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحداً لخفت أن أكون أنا هو } .
وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال :{لو أني بين الجنة والنار ، ولا أدري إلى أيتهما يُؤمر بي ؛ لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير} .
ويقول الحسن البصري رحمه الله :{لا يدخل الجنة إلا من يرجوها ، ولا يسلم من النار إلا من يخافها } .
لقد أطار ذكر جهنم النوم عن أعين السلف ،يقول أسد بن وداعة : كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى فيقول : اللهم إن ذكر جهنم لا يدعني أنام ، فيقوم إلى الصلاة .
وكان طاوس يفترش فراشه ثم يضطجع عليه ،فيتقبل القبلة حتى الصباح ، ويقول : طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين .
وقالت ابنة الربيع بن خثيم لأبيها : يا أبت ،مالك لا تنام والناس ينامون ؟ فقال : إن النار لا تدع أباكِ ينام . ..
وكان عامر بن عبد الله يقول : ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ، وما رأيت مثل النار نام هاربها . وكان إذا جاء النهار قال : أذهب حرُّ النار النوم .فما ينام حتى يُمسي . وإذا جاء الليل قال : من خاف أدلج ، وعند الصباح يحمد القوم السُّرى .
يقول ابن المبارك رحمه الله :
إذا ما الليل أظلم كابدوه **** فيسفر عنهمُ وهم ركوعُ
أطار الخوفُ نومهم فقاموا **** وأهل الأمن في الدنيا هجوعُ
ومن السلف من منعه الخوف من النار من الضحك ، قيل لسعيد بن جبير : بلغنا أنك لم تضحك قط . قال : كيف أضحك وجهنم قد سُعِّرت ، والأغلال قد نُصبت ، والزبانية قد أُعدت ؟!
ومن السلف من إذا رأى نار الدنيا اضطرب وتغيَّر حاله ، فعن عطاء الخراساني قال : كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ، ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط .
وقال الحسن : كان عمر رضي الله عنه ربما توقد له النار ، ثم يدني يديه منها ثم يقول : يا ابن الخطاب ، هل لك على هذا صبر ؟!
وكان علي بن فضيل يوماً سفيان بن عيينة ،فحدَّث سفيان بحديث فيه ذكر النار ، وفي يد عليٍّ قرطاس في شيء مربوط ، فشهق شهقة ، ووقع ورمى بالقرطاس أو وقع من يده ، فالتفت إليه سفيان فقال : لو علمت أنك هاهنا ما حديث به .
ومن السلف من حدث له من خوفه من النار مرضٌ ،ومنهم من مات من ذلك ، سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور ، فلما بلغ قوله تعالى :﴿ إَن عذاب ربك لواقع مالهُ من دافع ﴾ ، قال عمر : قسم ورب الكعبة حق ، ثم رجع إلى منزله فمرض شهراً يعوده الناس ، لا يدرون ما مرضه .
وروي أن على بن الفضيل مات من سماع قراءة هذه الآية : ﴿ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ . ...
اللهم قنا عذآب النار
العنصر الثالث : أسباب الوقاية من النار:ـ
حري بمن سمع هذا الكلام عن النار أن يبذل قصارى جهده في الاتيان بالأسباب التي بها فكاك رقبته من النَّار ، لا سيما في هذا الشهر الكريم ،شهر رمضان، شهر العتق من النيران، حيث رحمة الله الواسعة التي شملت جميع خلقه ،فكم لله من عتقاء كانوا في رق الذنوب والإسراف ، فأصبحوا بعد ذل المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف .
كم له من عتقاء صاروا من ملوك الآخرة ، كما قال النبي  () لأبي بكر رضي الله عنه  :{ أنت عتيق الله من النار}[ رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع ]
وقد دلنا رسول الله  () على أعمال إذا قمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من النَّار.
فمن هذه الأسباب .... 
(1) الإخلاص .
قال  ():{لن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم الله عليه النار }[ رواه البخاري ]
ومن أظهر علاماته : النشاط في طاعة الله ، وأنْ يحب أن لا يطلع على عمله إلا الله .
قيل لذي النون : متى يعلم العبد أنَّه من المخلصين ؟ قال : إذا بذل المجهود في الطاعة ، وأحب سقوط المنزلة عند النَّاس .
قال الصديق أبو بكر  رضي الله عنه  : والله ما نمت فحلمت ، ولا توهمت فسهوت ، وإنِّي لعلى السبيل ما زغت .
قيل للربيع بن خثيم : لو أرحت نفسك ؟ قال : راحتها أريد .
فجُد بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايتك ، وتحقيق بغيتك ؛ فالمكارم منوطة بالمكاره ، والمصالح والخيرات لا تُنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب .
فكل شيء نفيس يطول طريقه ، و يكثر التعب في تحصيله .
يقول ابن الجوزي في " صيد الخاطر " : فلله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل  جميعها ، فهم يبالغون في كل علم و يجتهدون في كل عمل ، و يثابرون على كل فضيلة ، فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة ، و هم لها سابقون .
نعم إذا كنت مخلصًا صادقُا ، فسيكون رد فعلك واضحًا قويًا ، فإذا قرأت تلك الأسباب للعتق من النًّار مثلاً ، شمَّرت عن ساعد الجد للإتيان بها جميعًا ، سوف تتأمل عظم النار ، وشدة ما فيها من عذاب ، وتشفق على نفسك أن يكون هذا مصيرها ، فستسعى إن كنت تريد الله واليوم الآخر ، وستكد ، وستجتهد ، وتتحمل المشاق من أجل أن تفوز بهذا الفضل الذي لا يضاهى ولا يماثل .
(2) إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام .
قال (): {من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار و براءة من النفاق }[رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع ]
(3) المحافظة على صلاتي الفجر والعصر:ـ
قال ():{لن يلج النار أحد صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها  يعني الفجر والعصر}
 [رواه مسلم ]
وهذا بأن تصليهما في أول الوقت ، وتحافظ على أداء السنة قبلهما
قال  ():{ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها }[ رواه مسلم ]
وقال  (): {رحم الله امرءًا صلَّى قبل العصر أربعا } [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني  في  صحيح الجامع ]
(4) المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده:ـ
قال رسول (): {من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله على النار}[ رواه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني  في صحيح الترغيب ]
(5) البكاء من خشية الله تعالى:ـ
قال رسول الله ():{لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا } [رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني  في صحيح الجامع ]
فهنيئًا لك إذا صحت لك دمعة واحدة من خشية الله ، فإنَّ القلوب تغسل من الذنوب بماء العيون ، والبكاء قد يكون كثيرًا لاسيما في رمضان ومع سماع القرآن في صلاة التراويح والتهجد ، ولكن كما قال سفيان الثوري : إذا أتى الذي لله مرة واحدة في العام فذلك  كثير،ويكفي أنَّ من رزق تلك الدمعة قد اختصه الله بفضل لا يبارى فيه ،فهو في ظل عرش الرحمن يوم الحشر : فإنَّ من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله {رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه}[رواه مسلم]
(6) مشي الخطوات في سبيل الله :ـ
قال رسول الله  ():{من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار}[رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح الترغيب]
فاحتسب كل خطوة تخطوها في سبيل الله ، ممشاك إلى   المسجد ، وأعظمها تلك الخطوات إلى صلاة الجمعة .
فاحتسب خطاك في الدعوة إلى الله ، وإغاثة الملهوف ، وقضاء حاجة أخيك المسلم ،  وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، ونحوها مما تقتضي منك العرق والجهد ، فلعلك بها تُعتق من النار .
(7) سماحة الأخلاق:ـ
قال رسول الله ():{من كان هينا لينا قريبًا حرمه الله على النار}[ رواه الحاكم وصححه الألباني  في صحيح الترغيب ]
فكن سمحًا في سائر معاملاتك مع النَّاس ، باشًا في  وجوههم ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ، حليمًا غير غضوب ، لين   الجانب ، قليل النفور ، طيب الكلم ، رقيق الفؤاد ، فإذا اشتد أخوك فعامله بالرفق لا  الخشونة . ولا تنسَ " إنَّه العتق من النار "
(8) إحسان تربية البنات أو الأخوات :ـ
قال رسول الله (): {ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كنَّ له سترا من النار} [ رواه البيهقي وصححه الألباني  في صحيح الجامع  ]
وقال رسول الله ():{من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن ،وأطعمهن ،وسقاهن ،وكساهن من جدّته كنَّ له حجابا من النار يوم القيامة } [ رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني  في صحيح الجامع ]
فاحتسب سعيك في طلب الرزق لتنفق على أولادك أو أخواتك ، واحتسب كل وقت تبذله في تربيتهم ، ولكن احذر من عدم الإخلاص ، فأنت تربيهم لله ، ليكونوا عبادًا لله ، لا ليكونوا ذخرًا لك ، أو حتى تتباهى بهم أمام النَّاس ، وسيظهر ذلك في اهتمامك بتعليمهم أمور دينهم ، بتحفيظهم القرآن ، اهتمامك بحجاب الفتيات ، وتعويدهم خصال الخير   والبر ، لو أحسنت النية ستوفقك إن شاء الله .
(9) اعتق .. تُعتق .
فقد مضت الحكمة الإلهية والسنة الربانية بأنَّ الجزاءَ من جنس العَمل ، فمن أراد أنْ يُعتق غدًا من النَّار فليقدم قرابينه فيسعى في عتق الأنفسِ .
قال رسول الله ():{أيما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلمًا فهو فكاكه من النار، يجزي بكل عظم منه عظما منه ، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكُها من   النار ، يجزي بكل عظم منها عظما منها ، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار ، يجزي بكل عظمين منهما عظما منه} [ رواه الطبراني وأبو داود وابن ماجه والترمذي وصححه الألباني]
(10) الإنشغال بالذكر:ـ
قال رسول الله ():{لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أنْ تغربَ الشمس أحب إلي من أن أعتق   أربعة }[ رواه أبو داود وحسنه الألباني  في صحيح الجامع ،  في الصحيحة ]
وقال رسول الله ():{لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أنْ أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل }[ رواه الإمام احمد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب ]
وقال  (): {من قال دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير . عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها منهن حسنة ، ومحي عنه سيئة ، ورفع بها درجة ، وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة ، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه ، وحُرس من الشيطان ، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله}[ رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني  في صحيح الترغيب]
وفي رواية :{وكن له بعدل عتق رقبتين من ولد  إسماعيل} [السلسلة الصحيحة]
وقال رسول الله (){من قال : " سبحان الله " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة ، ومن قال : " الحمد لله " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها ، ومن قال : " الله أكبر " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة ، ومن قال : " لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال قوله أو زاد }[ رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني في صحيح الترغيب ]
وقال رسول الله ():{من قال  اللهم ! إني أشهدك ، وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ،وأشهد من في السماوات ومن في الأرض أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأشهد أنَّ محمدا عبدك ورسولك . من قالها مرة ؛ اعتق الله ثلثه من النار ،ومن قالها مرتين ؛ أعتق الله ثلثيه من النار ، ومن قالها ثلاثا ؛ أعتق الله كله من النَّار}[ رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في الصحيحة  ]
وعن أم هانىء رضي الله عنها قالت : مر بي رسول الله  () ذات يوم فقلت : يا رسول الله . قد كبرت سني ، وضعفت  أو كما قالت  فمرني بعمل أعمله ، وأنا جالسة .
قال : سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ،واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله .
وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة .
وهللي الله مائة تهليلة تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت}. [رواه أحمد والبيهقي ، وحسنه الألباني  في صحيح الترغيب في الصحيحة]
وفي رواية لابن أبي الدنيا جعل ثواب الرقاب في التحميد ومائة فرس في التسبيح
وقال فيه :{وهللي الله مائة تهليلة لا تذر ذنبا ولا يسبقها عمل}.
فأكثر منها ، ولا تغفل عن هذا الورد في اليوم والليلة ، وخذ بهذا الدرع الواقي والزمه كذلك .
قال ():{خذوا جنتكم من النار قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، فإنهن يأتين يوم القيامة  مقدمات ، و معقبات و مجنبات ، وهن الباقيات الصالحات}
[رواه النسائي والحاكم وصححه الألباني  في صحيح الجامع ]
وقال رسول الله (): {من قال لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، له الملك ،وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير. عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل } [ متفق عليه]
وقال ():{من قال  لا إله إلا الله وحده ،لا شريك له ، له الملك ،وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه } [ متفق عليه ]
(11) الذب عن عرض أخيك المسلم:ـ
قال رسول الله (){من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار}
[رواه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع  ]
فإياك ومجالس الغيبة ، والنيل من أعراض المسلمين ، وذكرك أخاك بما يكره ، فإذا جلست في مجلس ، ونال النَّاس من عرض أخيك المسلم ، فاحذر فإنَّ المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأنْ ينكر بلسانه ، فإن خاف فبقلبه ، فإن قدر على القيام أو قطع الكلام لزمه .
قال الغزالي : ولا يكفي أن يشير باليد أن اسكت أو بحاجبه أو رأسه وغير ذلك فإنه احتقار للمذكور بل ينبغي الذب عنه صريحا كما دلت عليه الأخبار .
(12)إصلاح الصيام:ـ
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضى الله عنه  قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ () يَقُولُ :{مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا }[البخاري ومسلم].
وقال رسول الله ():{الصوم جنة يستجن بها العبد من النار} [ رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني  في صحيح الجامع ]
فلابد من تعاهده بالإصلاح ، بأنْ يكون صيامًا عن المحرمات ، وعدم الوقوع في المكروهات ، وعدم التوسع في المباحات ، صيام للجوارح ، بل صيام للقلب عن كل شاغل يشغله عن الله ، فترفق ،ولا تستكثر من أمور الدنيا في رمضان ، فرمضان الفرصة الثمينة للفوز بالجنة والنجاة من النار .
(13) الحجّ:ـ
عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (): «مَا مِنْ يَوْم أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللهُ فِيْهِ عَبْدَاً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُوْ ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَة، فَيَقُوْلُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاء؟» [مسلم والنسائي]
(14) الصَّدقة:ـ
قال رسول الله (): {مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فلْيَفعلْ} [مسلم]. 
(14) الإلحاح بالدعاء :ـ
قال رسول الله (): {ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة :اللهم أدخله الجنة ،و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي} [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع ]
كان سفيان الثوري يستيقظ مرعوبًا يقول : النار ..النار ، ويقول : شغلني ذكر النارعن النوم والشهوات ، ثمَّ يتوضأ ويقول إثر وضوئه : اللهم إنَّك عالم بحاجتي غير مُعلَّم ، وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النَّار .
وكان من دعاء الصالحين ... اللهم : يا رب البيت العتيق أعتق رقبتي من النار وأعذني من الشيطان الرجيم .
إلهنا إنك تحب أن نتقرب إليك بعتق العبيد ، ونحن عبيدك - وأنت أولى بالتفضل  فاعتقنا
وإنك أمرتنا أن نتصدق على فقرائنا ، ونحن فقراؤك  وأنت أحق بالجود  فتصدق علينا
ووصَّيتنا بالعفو عمن ظلمنا ، وقد ظلمنا أنفسنا  وأنت أحق بالكرم  فاعف عنا .
 رابط doc

رابط pdf
https://top4top.io/downloadf-2644mo09u1-pdf.html

ليست هناك تعليقات: